Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 100-100)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { يجد في الأرض مُراغماً كثيراً وسعةً } قال سعيد بنُ جبير ، ومجاهد : متزحزحاً عما يكره . وقال ابن قتيبة : المراغم والمهاجر : واحد ، يقال : راغمت وهاجرت ، وأصله : أن الرجل كان إِذا أسلم ، خرج عن قومه مُراغِماً ، أي : مغاضِباً لهم ، ومهاجِراً ، أي : مقاطِعاً من الهجران ، فقيل للمذهب : مراغم ، وللمصير إلى النبي عليه السلام هجرة ، لأنها كانت بهجرة الرجل قومه . [ قال الجعدي : عزيزُ المراغَم والمذهب ] . وفي السّعة قولان أحدهما : أنها السّعة في الرّزق ، قاله ابن عباس ، والجمهور . والثاني : التمكّن من إِظهار الدين ، قاله قتادة . قوله تعالى : { ومن يخرج من بيته مهاجراً إِلى الله ورسوله } اتفقوا على أنه نزل في رجل خرج مهاجراً ، فمات في الطريق ، واختلفوا فيه على ستة أقوال . أحدها : أنه ضمرة بن العيص ، وكان ضريراً موسِراً ، فقال : احملوني فحمل ، وهو مريض ، فمات عند التنعيم ، فنزل فيه هذا الكلام ، رواه سعيد بن جبير . والثاني : أنه العيص بن ضمرة بن زنباع الخزاعي أمر أهله أن يحملوه على سريره ، فلما بلغ التنعيم ، مات ، فنزلت فيه هذه الآية ، رواه أبو بشر عن سعيد ابن جبير . والثالث : أنه ابن ضمرة الجندعي مرض ، فقال لبنيه ، أخرجوني من مكة ، فقد قتلني غمّها ، فقالوا : أين ؟ فأومأ بيده نحو المدينة ، يريد الهجرة ، فخرجوا به ، فمات في الطريق ، فنزل فيه هذا ، ذكره ابن إِسحاق . وقال مقاتل : هو جُندب بن ضمرة . والرابع : أن اسمه سبرة ، فلما نزل قوله : { إِن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } إِلى قوله { مراغماً كثيراً } قال لأهله وهو مريض : احملوني ، فإني موسِر ، ولي من المال ما يُبلغني إِلى المدينة ، فلما جاوز الحرم ، مات . فنزل فيه هذا ، قاله قتادة . والخامس : أنه رجل من بني كنانة هاجر ، فمات في الطريق ، فسخر منه قومُه ، فقالوا : لا هو بلغ ما يريد ، ولا أقام في أهله حتى يدفن ، فنزل فيه هذا ، قاله ابن زيد . والسادس : أنه خالد بن حزام أخو حكيم بن حزام ، خرج مهاجراً ، فمات في الطريق ، ذكره الزبير بن بكّار ، وقوله : « وقع » معناه : وجب .