Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 114-114)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم } قال ابن عباس : هُم قومُ طعمة ، وقال مقاتل : وكلهم يهود تناجوا في أمر طعمة ، وقال مجاهد : هو عام في نجوى جميع الناس . قال الزجاج : ومعنى النجوى : ما تنفردُ به الجماعة أو الاثنان ، سِرَّاً كان أو ظاهراً . ومعنى « نجوت الشيء » في اللغة : خلّصته وألقيته ، يقال : نجوت الجلد : إِذا ألقيته عن البعير وغيره . قال الشاعر : @ فقلتُ انجُوَا عنها نجا الجلد إِنّه سيرُضيكما منها سَنَامٌ وغارِبُهُ @@ وقد نجوت فلاناً : إِذا استنكهته ، قال الشاعر : @ نجوتُ مجالداً فوجدتُ منه كريحِ الكلب مات قديمَ عهد @@ وأصله كله من النَّجوة ، وهو ما ارتفع من الأرض ، قال الشاعر يصف سيلاً : @ فَمَنْ بنجوَته كَمَن بعَقوَته والمُسْتكنُّ كَمَن يمشي بقِرْواح @@ والمراد بنجواهم : ما يدبِّرونه بينهم من الكلام . فأما قوله : { إِلا مَن أمَر بصدقةٍ } ، فيجوز أن يكون بمعنى : إِلا في نجوى من أمر بصدقة ، ويجوز أن يكون استثناء ليس من الأول ، فيكون بمعنى : لكن من أمر بصدقةٍ ، ففي نجواهم خير . وأما قوله : { أمر بصدقةٍ } فالمعنى حثّ عليها . وأما المعروف ، ففيه قولان . أحدهما : أنه الفرض ، روي عن ابن عباس ، ومقاتل . والثاني : أنه عام في جميع أفعال البر ، وهو اختيار القاضي أبي يعلى ، وأبي سليمان الدمشقي .