Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 115-115)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ومن يشاقق الرسول } في سبب نزولها قولان . أحدهما : أنه لما نزل القرآن بتكذيب طُعمة ، وبيان ظلمه ، وخاف على نفسه من القطع والفضيحة ، هرب إِلى مكة ، فلحق بأهل الشرك ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس ، وقتادة ، وابن زيد ، والسدي . وقال مقاتل : لما قدم مكة نزل على الحجاج بن علاط السُلمي فأحسن نزله ، فبلغه أن في بيته ذهباً ، فخرج في الليل فنقب حائِط البيت ، فعلموا به فأحاطوا البيت ، فلما رأوه أرادوا ، أن يرجموه ، فاستحيا الحجاج ، لأنه ضيفه ، فتركوه ، فخرج ، فلحق بحرّة بني سليم يعبُد صنمهم حتى مات على الشرك ، فنزل فيه : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } وقال غيره : بل خرج مع تجارٍ فسرق منهم شيئاً ، فرموه بالحجارة حتى قتلوه ، وقيل : ركب سفينةً ، فسرق فيها مالاً ، فعُلِمَ به ، فألقي في البحر . والقول الثاني : أن قوماً قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلموا ، ثم ارتدُّوا ، فنزلت فيهم هذه الآية ، روي عن ابن عباس . ومعنى الآية : ومَن يخالف الرسول في التوحيد ، والحدود ، مِن بعد ما تبيّن له التوحيد والحكم ، ويتبع غير دين المسلمين ، نولِّه ما تولى ، أي : نكله إِلى ما اختار لنفسه ، ونصله جهنم : ندخله إِياها . قال ابن فارس : تقول صليت اللحم أصليه : إِذا شويته ، فإن أردت أنك أحرقته ، قلت : أصليته . وساءت مصيراً ، أي : مرجعاً يصار إِليه .