Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 127-127)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ويستفتونك في النساء } في سبب نزولها خمسة أقوال . أحدها : أنهم كانوا في الجاهلية لا يورِّثون النساء والأطفال ، فلما فرض الله المواريث في هذه السورة ، شق ذلك عليهم ، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن زيد . والثاني : أن ولي اليتيمة كان يتزوّجها إِذا كانت جميلةً وهَوِيَها ، فيأكل مالها ، وإن كانت دميمة منعها الرجال حتى تموت ، فاذا ماتت ورثها ، فنزلت هذه الآية ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أنهم كانوا لا يؤتون النساء صَدُقَاتِهِنَّ ، ويتملَّك ذلك أولياؤهن ، فلما نزل قوله : { وآتوا النساء صدقاتهن نحلة } سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول عائشة رضي الله عنها . والرابع : " أن رجلاً كانت له امرأة كبيرة ، وله منها أولاد ، فأراد طلاقها ، فقالت : لا تفعل ، واقسم لي في كل شهر إِن شئت أو أكثر ، فقال : لئن كان هذا يصلحُ ، فهو أحبُ إِليّ ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر له ذلك ، فقال : « قد سمع الله ما تقول فإن شاء أجابك » ، فنزلت هذه الآية ، والتي بعدها " ، رواه سالم الأفطس عن سعيد بن جبير . والخامس : أن ولي اليتيمة كان إِذا رغب في مالها وجمالها لم يبسط لها في صداقها ، فنزلت هذه الآية ، ونهوا أن ينكحوهن ، أو يبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق ، ذكره القاضي أبو يعلى . وقوله : { ويستفتونك } أي : يطلبون الفتوى ، وهي تبيين المشكل من الأحكام . وقيل : الاستفتاء : الاستخبار . قال المفسّرون : والذي اسْتَفْتَوه فيه . ميراث النساء ، وذلك أنهم قالوا : كيف ترث المرأة والصبي الصغير ؟ قوله تعالى : { وما يتلى عليكم في الكتاب } قال الزجاج : موضع « ما » رفع ، المعنى : الله يفتيكم فيهن ، وما يتلى عليكم في الكتاب أيضاً يفتيكم فيهن ، وهو قوله : { وآتوا اليتامى أموالهم … } الآية . والذي تلي عليهم في التزويج قوله تعالى : { وإِن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء } [ النساء : 3 ] . وفي يتامى النساء قولان . أحدهما : أنهنّ النساء اليتامى ، فأضيفت الصّفة إِلى الاسم ، كما تقول : يوم الجمعة . والثاني : أنهن أمهات اليتامى ، فأضيف إِليهن أولادهن اليتامى . وفي الذي كتب لهن قولان . أحدهما : أنه الميراث ، قاله ابن عباس ، ومجاهد في آخرين . والثاني : أنه الصداق . ثم في المخاطب بهذا قولان . أحدهما : أنهم أولياء المرأة كانوا يحوزون صداقها دونها . والثاني : ولي اليتيمة ، كان إِذا تزوجها لم يعدل في صداقها . وفي قوله : { وترغبون أن تنكحوهن } قولان . أحدهما : وترغبون في نكاحهن رغبة في جمالهن ، وأموالهن ، هذا قول عائشة ، وعبَيدة . والثاني : وترغبون عن نكاحِهن لقبحهنّ ، فتمسكوهن رغبة في أموالهن ، وهذا قول الحسن . قوله تعالى : { والمستضعفين من الولدان } قال الزجاج : موضع المستضعفين خفض على قوله : { وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء } المعنى : وفي الولدان . قال ابن عباس : يريد أنهم لم يكونوا يورّثون صغيراً من الغلمان والجواري ، فنهاهم الله عن ذلك ، وبين لكل ذي سهم سهمه . قوله تعالى : { وأن تقوموا لليتامى بالقسط } قال الزجاج : موضع « أن » خفض ، فالمعنى : في يتامى النساء ، وفي أن تقوموا لليتامى بالقسط . قال ابن عباس : يريد العدل في مهورهن ومواريثهنَّ .