Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 12-12)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وإِن كان رجل يورث كلالة } قرأ الحسن : « يُوَرِّثُ » بفتح الواو ، وكسر الراء مع التشديد . وفي الكلالة أربعة أقوال . أحدها : أنها ما دون الوالد والولد ، قاله أبو بكر الصديق . وقال عمر ابن الخطاب : أتى عليّ حين وأنا لا أعرف ما الكلالة ، فإذا هو : من لم يكن له والد ولا ولد ، وهذا قول علي ، وابن مسعود ، وزيد بن ثابت ، وابن عباس ، والحسن ، وسعيد بن جبير ، وعطاء ، والزهري ، وقتادة ، والفراء ، وذكر الزجاج عن أهل اللغة ، أن « الكلالة » : من قولهم : تكلله النسب ، أي : لم يكن الذي يرثه ابنه ، ولا أباه . قال : والكلالة سوى الوالد والولد ، وإنما هو كالاكليل على الرأس . وذكر ابن قتيبة عن أبي عبيدة أنه مصدر تكلله النسب : إذا أحاط به . والابن والأب : طرفان للرجل ، فاذا مات ، ولم يخلفهما ، فقد مات عن ذهاب طرفيه ، فسُمي ذهاب الطرفين : كلالة [ وكأنها اسم للمصيبة في تكلل النسب مأخوذ منه ؛ نحو هذا قولهم : وجهت الشيء : أخذت وجهه ، وثغَّرت الرجل : كسرت ثغره ] . والثاني : أن الكلالة : من لا ولد له ، رواه ابن عباس ، عن عمر بن الخطاب ، وهو قول طاووس . والثالث : أن الكلالة : ما عدا الوالد ، قاله الحكم . والرابع : أن الكلالة : بنو العم الأباعد ، ذكره ابن فارس ، عن ابن الأعرابي . واختلفوا على ما يقع اسم الكلالة على ثلاثة أقوال . أحدها : أنه اسم للحي الوارث ، وهذا مذهب أبي بكر الصديق ، وعامة العلماء الذين قالوا : إن الكلالة مِن دون الوالد والولد ، فانهم قالوا : الكلالة : اسم للورثة إِذا لم يكن فيهم ولد ولا والد ، قال بعض الأعراب : مالي كثير ، ويرثني كلالة متراخ نسبهم . والثاني : أنه اسم للميت ، قاله ابن عباس ، والسدي ، وأبو عبيدة في جماعة . قال القاضي أبو يعلى : الكلالة : اسم للميت ، ولحاله ، وصفته ، ولذلك انتصب . والثالث : أنه اسم للميت والحي ، قاله ابن زيد . وفيما أخذت منه الكلالة قولان . أحدهما : أنه اسم مأخوذ من الإِحاطة ، ومنه الاكليل ، لإحاطته بالرأس . والثاني : أنه مأخوذ من الكلال ، وهو التعب ، كأنه يصل إلى الميراث من بُعد وإِعياء . قال الأعشى : @ فآليتُ لا أرثي لها من كلالةٍ ولا من حفىَ حتَّى تزورَ محمداً @@ قوله : { وله أخ أو أخت } يعني : من الأم بإجماعهم . قوله تعالى : { فهم شركاءُ في الثلث } قال قتادة : ذكرهم وأنثاهم فيه سواء . قوله تعالى : { غير مضارٍ } قال الزجاج : « غير » منصوب على الحال ، والمعنى : يوصي بها غير مضار ، يعني : للورثة .