Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 162-162)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { لكن الراسخون في العلم } قال ابن عباس : هذا استثناء لمؤمني أهل الكتاب ، فأما الراسخون ، فهم الثّابتون في العلم . قال أبو سليمان : وهم عبد الله بن سلام ، ومَن آمَن معه ، والذين آمنوا من أهل الإِنجيل ممّن قَدِمَ مع جعفر من الحبشة ، والمؤمنون ، يعني أصحاب رسول الله . فأما قوله : { والمقيمين الصلاة } فهم القائمون بأدائها كما أُمروا . وفي نصب « المقيمين » أربعة أقوال . أحدها : أنه خطأٌ من الكاتب ، وهذا قول عائشة ، وروي عن عثمان بن عفان أنه قال : إِن في المصحف لحنا ستقيمه العرب بألسنتها . وقد قرأ ابن مسعود ، وأُبيّ وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والجحدري : « والمقيمون الصلاة » بالواو . وقال الزجاج : قول من قال إِنه خطأ ، بعيدٌ جداً ، لأن الذين جمعوا القرآن هم أهل اللغة ، والقدوة ، فكيف يتركون في كتاب الله شيئاً يُصلِحُه غيرهم ؟ ! فلا ينبغي أن ينسب هذا إِليهم . وقال ابن الأنباري : حديثُ عثمان لا يصح ، لأنه غير متصل ، ومحال أن يؤخر عثمان شيئاً فاسداً ، ليُصلحه من بعده . والثاني : أنه نسقٌ على « ما » والمعنى : يؤمنون بما أنزل إِليك ، وبالمقيمين الصلاة ، فقيل : هم الملائكة ، وقيل : الأنبياء . والثالث : أنه نسقٌ على الهاء والميم من قوله { منهم } فالمعنى : لكن الراسخون في العلم منهم ، ومن المقيمين الصلاة يؤمنون بما أنزل إِليك . قال الزجاج : وهذا رديء عند النحويين ، لا ينسق بالظاهر المجرور على المضمر المجرور إِلا في الشّعر . والرابع : أنه منصوبٌ على المدح ، فالمعنى : اذكر المقيمين الصلاة ، وهم المؤتون الزكاة . وأنشدوا : @ لا يَبْعَدَنْ قومي الذين هُمُ سُمُّ العُداة وآفةُ الجُزْرِ النازلين بكلِّ معترَكٍ والطيبون مَعاقِدَ الأُزْرِ @@ وهذا على معنى : اذكر النازلين ، وهم الطيبون ، ومن هذا قولك : مررت بزيد الكريمِ ، إن أردت أن تخلصَه من غيره ، فالخفض هو الكلام ، وإِن أردت المدح والثناء ، فإن شئت نصبت ، فقلت : بزيد الكريمَ ، كأنك قلت : اذكر الكريم ، وإِن شئت رفعت على معنى : هو الكريمُ . وتقول : جاءني قومك المطعمين في المحْل ، والمغيثون في الشدائِد على معنى : اذكر المطعمين ، وهم المغيثون ، وهذا القول اختيار الخليل ، وسيبويه . فهذه الأقوال حكاها الزجاج ، واختار هذا القول .