Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 59-59)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } في سبب نزولها قولان . أحدهما : أنها نزلت في عبد الله بن حُذافة بن قيس السّهمي إِذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سريّة ، أخرجه البخاري ، ومسلم ، من حديث ابن عباس . والثاني : أن عمّار بن ياسر كان مع خالد بن الوليد في سريّة ، فهرب القوم ، ودخل رجلٌ منهم على عمار ، فقال : إِني قد أسلمتُ ، هل ينفعني ، أو أذهب كما ذهب قومي ؟ قال عمار : أقم فأنت آمن ، فرجع الرجل ، وأقام فجاء خالد ، فأخذ الرجل ، فقال عمّار : إِني قد أمنته ، وإِنه قد أسلم ، قال : أتجير علي وأنا الأمير ؟ فتنازعا ، وقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت هذه الآية ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . قوله تعالى : { وأطيعوا الرسول } طاعة الرسول في حياته : امتثال أمره ، واجتناب نهيه ، وبعد مماته ، اتباع سُنّته . وفي أولي الأمر أربعة أقوال . أحدها : أنهم الأمراء ، قاله أبو هريرة ، وابن عباس في رواية ، وزيد بن أسلم ، والسدي ، ومقاتل . والثاني : أنهم العلماء ، رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، وهو قول جابر بن عبد الله ، والحسن ، وأبي العالية ، وعطاء ، والنخعي ، والضحاك ، ورواه خصيف ، عن مجاهد . والثالث : أنهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، رواه ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، وبه قال بكر بن عبد الله المزني . والرابع : أنهم أبو بكر ، وعمر ، وهذا قول عكرمة . قوله تعالى : { فإن تنازعتم في شيء } قال الزجاج : معناه : اختلفتم . وقال كل فريق : القول قولي . واشتقاق المنازعة : أن كل واحد ينتزع الحجة . قوله تعالى : { فردوه إلى الله والرسول } في كيفيّة هذا الرد قولان . أحدهما : أن ردّه إلى الله ردّه إلى كتابه ، ورده إِلى النبي رده إلى سنّته ، هذا قول مجاهد ، وقتادة ، والجمهور . قال القاضي أبو يعلى : وهذا الرّد يكون من وجهين . أحدهما : إلى المنصوص عليه باسمه ومعناه . والثاني : الرّد إِليهما من جهة الدلالة عليه ، واعتباره من طريق القياس ، والنظائر . والقول الثاني : أن ردّه إلى الله ورسوله أن يقول : من لا يعلم الشيء : الله ورسوله أعلم ، ذكره قومٌ ، منهم الزجاج . وفي المراد بالتأويل أربعة أقوال . أحدها : أنه الجزاء ، والثواب ، وهو قول مجاهد ، وقتادة . والثاني : أنه العاقبة ، وهو قول السدي ، وابن زيد ، وابن قتيبة ، والزجاج . والثالث : أنه التصديق ، مثل قوله { هذا تأويل رؤياي } [ يوسف : 100 ] قاله ابن زيد في رواية . والرابع : أن معناه : ردّكم إِياه إلى الله ورسوله أحسن من تأويلكم ، ذكره الزجاج .