Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 60-60)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا } في سبب نزولها أربعة أقوال . أحدها : أنها نزلت في رجل من المنافقين كان بينه وبين يهودي خصومة ، فقال اليهودي : انطلق بنا إِلى محمد ، وقال المنافق : بل إلى كعب بن الأشرف ، فأبى اليهودي ، فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقضى لليهودي ، فلمّا خرجا ، قال المنافق : ننطلق إلى عمر بن الخطاب ، فأقبلا إِلَيه ، فقصّا عليه القصّة ، فقال : رويداً حتى أخرج إليكما ، فدخل البيت ، فاشتمل على السيف ، ثم خرج ، فضرب به المنافق ، حتى برد ، وقال : هكذا أقضي بين من لم يرض بقضاء الله ورسوله ، فنزلت هذه الآية . رواه أبو صالح ، عن ابن عباس . والثاني : أن أبا بردة الأسلمي كان كاهناً يقضي بين اليهود ، فتنافر إليه ناس من المسلمين ، فنزلت هذه الآية ، رواه عكرمة ، عن ابن عباس . والثالث : أن يهودياً ومنافقاً كانت بينهما خصومة ، فدعا اليهودي المنافق إلى النبي ، لأنه لا يأخذ الرشوة ، ودعا المنافق إلى حكامهم ، لأنهم يأخذُون الرشوة ، فلما اختلفا ، اجتمعا أن يحكما كاهناً ، فنزلت هذه الآية ، هذا قول الشعبي . والرابع : أن رجلاً من بني النضير قتل رجلاً من بني قريظة ، فاختصموا ، فقال المنافقون منهم : انطلقوا إلى أبي بردة الكاهن ، فقال المسلمون من الفريقين : بل إِلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأبى المنافقون ، فانطلقوا إِلى الكاهن . فنزلت هذه الآية . هذا قول السدي . والزَّعم والزُّعم لغتان ، وأكثر ما يستعمل في قول ما لا تتحقق صحته ، وفي { الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليه وما أنزل من قبلك } قولان . أحدهما : أنه المنافق . والثاني : أن الذي زعم أنه آمن بما أنزل إِليه المنافق ، والذي زعم أنه آمن بما أنزل من قبله اليهودي . والطاغوت : كعب بن الأشرف ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك ، والربيع ، ومقاتل . قوله تعالى : { وقد أمروا أن يكفروا به } قال مقاتل : أن يتبرؤوا من الكهنة و « الضلال البعيد » : الطويل .