Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 35-37)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { الذين يجادِلونَ } قال الزجاج : هذا تفسير المسرف المرتاب ، والمعنى : هُمْ الذين يجادِلونَ في آيات الله . قال المفسرون : يجادِلونَ في إبطالها والتكذيب بها بغير سلطان ، أي : بغير حُجَّة أتتهم من الله . { كَبُرَ مَقْتاً } أي : كَبُرَ جدالُهم مَقْتاً عند الله وعند الذين آمنوا ، والمعنى : يَمْقُتهم الله ويَمْقُتهم المؤمنون بذلك الجدال . { كذلك } أي : كما طَبَع اللهُ على قلوبهم حتى كذَّبوا وجادلوا بالباطل ، يَطْبع { على كلِّ قلبِ متكبِّرٍ } عن عبادة الله وتوحيده . وقد سبق بيان معنى الجبّار في [ هود : 59 ] . وقرأ أبو عمرو : { على كلِّ قلبٍ } بالتنوين ، وغيرُه من القرّاء السبعة يُضيفه . وقال أبو علي : المعنى : يطبع على جملة القلب من المتكبِّر . واختار قراءة الإِضافة الزجاج : قال : لأن المتكبِّر هو الإِنسان ، لا القلب . فإن قيل : لو كانت هذه القراءة أصوب لتقدَّم القلبُ على الكُلِّ ؟ . فالجواب : أن هذا جائز عند العرب ، قال الفراء : تقدُّم هذا وتأخُّره واحد ، سمعتُ بعض العرب يقول : هو يرجِل شعره يومَ كل جمعة ، يريد : كلَّ يوم جمعة ، والمعنى واحد . وقد قرأ ابن مسعود ، وأبو عمران الجوني : { على قلبِ كلِّ متكبِّر } بتقديم القلب . قال المفسرون : فلمّا وعظ المؤمنُ فرعونَ وزجره عن قتل موسى ، قال فرعونُ لوزيره : { يا هامانُ ابنِ لي صَرْحاً } وقد ذكرناه في [ القصص : 38 ] . قوله تعالى : { لعلِّي أبلُغ الأسبابَ ، أسبابَ السموات } قال ابن عباس . وقتادة : يعني أبوابها . وقال أبو صالح : طرقها . وقال غيره : المعنى : لعلِّي أبلُغُ الطُّرق من سماءٍ الى سماءٍ . وقال الزجاج لعلِّي أبلُغ ما يؤدِّيني إلى السموات . وما بعد هذا مفسَّر في [ القصص : 38 ] إلى قوله : { وكذلك } أي : ومِثْلُ ما وصفْنا { زُيِّنَ لفرعونَ سُوءُ عمله وَصُدَّ } عن سبيل الهدى قرأ عاصم ، وحمزة والكسائي : { وصُدَّ } بضم الصاد ، والباقون بفتحها ، { وما كَيْدُ فرعونَ } في إبطال آيات موسى { إلاَّ في تبابٍ } أي : في بطلان وخسران .