Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 41-46)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ويا قومِ مالي أدعُوكم } أي : مالَكم ، كما تقول : ما لي أراك حزيناً ، معناه : مالَك ، ومعنى الآية : أخبِروني كيف هذه الحال ، أدعوكم { إلى النجاة } من النار بالإِيمان { وتَدْعونني إلى النّار } أي : إلى الشِّرك الذي يوجب النّار ؟ ! ثم فسَّر الدَّعوتَين بما بعد هذا . ومعنى { ليس لي به عِلْم } أي : لا أعلم هذا الذي ادَّعَوْه شريكاً له . وقد سبق بيان ما بعد هذا [ البقرة : 129 ] [ طه : 82 ] إلى قوله : { ليس له دعوة } وفيه قولان : أحدهما : ليس له استجابة دعوة ، قاله السدي . والثاني : ليس له شفاعة ، قاله ابن السائب . قوله تعالى : { وأنَّ مَرَدَّنا إلى الله } أي : مَرْجِعنا ؛ والمعنى أنه يجازينا بأعمالنا . وفي المُسْرِفين قولان قد ذكرناهما عند قوله : { مُسْرِفٌ كَذَّابٌ } [ غافر : 28 ] . قوله تعالى : { فستَذْكُرونَ ما أقول لكم } وقرأ ابن مسعود ، وأبو العالية ، وأبو عمران الجوني ، وأبو رجاء : { فستَذَكَّرونَ } بفتح الذال وتخفيفها وتشديد الكاف وفتحها ؛ وقرأ أُبيُّ بن كعب ، وأيوب السختياني : بفتح الذال والكاف وتشديدهما جميعاً . أي : إَذا نزل العذاب بكم ، ما أقول لكم في الدنيا من النصيحة ؟ ! . { وأُفَوِّضُ أمري إلى الله } أي : أَرُدُّه ، وذلك أنهم تواعدوه لمخالَفَتِهِ دينَهم { إنِّ الله بصير بالعباد } أي : بأوليائه وأعدائه . ثم خرج المؤمن عنهم ، فطلبوه فلم يَقْدِروا عليه ، ونجا مع موسى لمَّا عبر البحر ، فذلك قوله { فوقاه اللهُ سيِّئاتِ ما مكَروا } أي : ما أرادوا به من الشَّرِّ { وحاقَ بآل فرعونَ } لما لجوا في البحر { سوءُ العذاب } قال المفسِّرون هو الغرق . قوله تعالى : { النّارُ يُعْرَضُونَ عليها غُدُوّاً وعَشِيّاً } قال ابن مسعود وابن عباس : إن أرواح آل فرعون في أجواف طير سود يُعْرَضُونَ على النار كُلَّ يوم مرَّتين فيقال : يا آل فرعون هذه داركم . ورورى ابن جرير قال حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير ، قال : حدثنا حماد بن محمد البلخي قال : سمعت الأوزاعي ، وسأله رجل فقال : رأينا طيوراً تخرج من البحر فتأخذ ناحية الغرب بِيْضاً ، فَوْجاً فَوْجاً ، لا يعلم عددها إلا الله ، فإذا كان العشيّ رجع مثلها سُوداً ، قال : وفَطَنْتم إلى ذلك ؟ قال : نعم ، إن تلك الطير في حواصلها أرواح آل فرعون يُعْرَضُونَ على النار غدوّاً وعشيّاً ، فترجع إلى وكورها وقد احترقت رياشها وصارت سوداء ، فينبُت عليها من الليل رياش بِيض ، وتتناثر السود ، ثم تغدو ويعرضون على النار غدوّاً أوعشياً ، [ ثم ترجع إلى وكورها ] ، فذلك دأبها في الدنيا ، فإذا كان يوم القيامة قال الله عزوجل { أدْخِلوا آلَ فرعونَ أشدَّ العذاب } . وقد روى البخاري ومسلم في " الصحيحين " من حديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ) " إنَّ أحدكم إذا مات عُرِضَ عليه مَقْعَدُه بالغَداة والعشيّ ، إن كان من أهل الجنة فمن [ أهل ] الجنة ، وإن كان من أهل النار فمن [ أهل ] النار ، يقال : هذا مقعدك حتى يبعثك اللهُ إليه يوم القيامة " وهذه الآية تدل على عذاب القبر ، لأنه بيَّن ما لهم في الآخرة فقال { ويومَ تقومُ الساعةُ ادخِلوا } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، [ وأبو عمرو ] ، وأبو بكر وأبان عن عاصم : { الساعةُ ادْخُلوا } بالضم وضم الخاء على معنى الأمر لهم بالدخول ، والابتداءُ على قراءة هؤلاء بضم الألف . وقرأ الباقون : بالقطع مع كسر الخاء على جهة الأمر للملائكة بإدخالهم ، وهؤلاء يبتدئون بفتح الألف .