Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 47-52)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وإذ يتحاجُّون في النار } المعنى : واذكر لقومك يا محمد إذ يختصمون ، يعني أهل النار ، والآية مفسَّرة في [ سورة إبراهيم : 21 ] ، والذين استكبروا هم القادة . ومعنى { إنّا كُلٌّ فيها } أي : نحن وأنتم ، { إنّ الله قد حَكَم بين العباد } أي : قضى هذا علينا وعليكم . ومعنى قول الخَزَنة لهم : { فادْعُوا } أي : نحن لا نَدْعو لكم { وما دعاء الكافرين إلاّ في ضلال } أي : إن ذلك يَبْطُل ولا يَنْفَع . { إنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا والذين آمَنوا في الحياة الدُّنيا } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : أن ذلك بإثبات حُججهم . والثاني : بإهلاك عدوِّهم . والثالث : بأن العاقبة تكون لهم . وفصلُ الخطاب : أن نصرهم حاصل لابدَّ منه ، فتارة يكون بإعلاءِ أمرهم كما أعطى داود وسليمان من المُلك ما قهرا به كل كافر ، وأظهر محمدا صلى الله عليه وسلم على مكذِّبيه ، وتارة يكون بالانتقام من مكذِّبيهم بانجاء الرسل وإهلاك أعدائهم كما فعل بنوح وقومه وموسى وقومه ، وتارة يكون بالانتقام من مكذِّبيهم بعد وفاة الرُّسل ، كتسليطه بختنصر على قَتَلَة يحيى بن زكريا . وأمّا نصرهم يوم يقوم الأشهاد فإن الله منجيهم من العذاب ، وواحد الأشهاد شاهد ، كما أن واحد الأصحاب صاحب . وفي الأشهاد ثلاثة أقوال : أحدها : الملائكة شهدوا للأنبياء بالإبلاغ وعلى الأُمم بالتكذيب ، قاله مجاهد والسدي . قال مقاتل : وهم الحَفَظة من الملائكة . والثاني : الملائكة والأنبياء قاله قتادة . والثالث : أنهم أربعة : الأنبياء والملائكة والمؤمنون والجوارح ، قاله ابن زيد . قوله تعالى : { يومَ لا يَنْفَعُ } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : " تَنْفَعُ " بالتاء ، والباقون بالياء ؛ لأن المعذرة والاعتذار بمعنى { الظالمين معذرتُهم } أي : لا يُقْبَلُ منهم إن اعتذروا { ولهم اللعنةُ } أي : البُعد من الرَّحمة . وقد بيَّنّا في [ الرعد : 25 ] أن " لهم " بمعنى " عليهم " و { وسوءُ الدار } : النار .