Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 69-85)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ألم تَرَ إلى الذين يجادِلون في آيات الله } يعني القرآن ، يقولون : ليس من عند الله ، { أنَّى يُصْرَفونَ } أي : كيف صُرِفوا عن الحق إلى الباطل ؟ ! وفيهم قولان . أحدهما : أنهم المشركون ، قاله ابن عباس . والثاني : أنهم القَدَريَّة ، ذكره جماعة من المفسرين . وكان ابن سيرين يقول : إن لم تكن نزلت في القَدَريَّة فلا أدري فيمن نزلت . وقرأ ابن مسعود ، وابن عباس ، وأبو رزين ، وأبو مجلز ، والضحاك ، وابن يعمر ، وابن أبي عبلة : { والسلاسلَ يَسحبونَ } بفتح اللام والياء . وقال ابن عباس : إذا سحبوها كان أشدَّ عليهم . قوله تعالى : { يُسْجَرُونَ } قال مجاهد : توقدَ بهم النار فصاروا وَقودَها . قوله تعالى : { أين ما كنتم تشرِكونَ } مفسَّر في [ الأعراف : 190 ] . وفي قوله : { لَمْ نكن نَدْعو من قَبْلُ شيئاً } قولان . أحدهما : أنهم أرادوا أن الأصنام لم تكن شيئاً ، لأنها لم تكن تضُر ولا تنفع ، وهو قول الأكثرين . والثاني : أنهم قالوه على وجه الجحود ، قاله أبو سليمان الدمشقي . { كذلك } أي : كما أضلَّ اللهُ هؤلاء يُضِّلُّ الكافرين . { ذلكم } العذاب الذي نزل بكم { بما كنتم تَفرحونَ في الأرض بغير الحق } أي : بالباطل { وبما كنتم تَمرحونَ } وقد شرحنا المَرَح في [ بني إسرائيل : 37 ] وما بعد هذا قد تقدَّم بتمامه [ النحل : 29 ] [ يونس : 109 ] [ النساء : 164 ] إلى قوله : { وما كان لرسولٍ أن يأتيَ بآية إلاّ باذن الله } وذلك لأنهم كانوا يقترِحون عليه الآيات { فإذا جاء أمرُ الله } وهو قضاؤه بين الأنبياء وأُممهم و { المبطلون } : أصحاب الباطل . قوله تعالى : { ولِتبلُغوا عليها حاجةً في صُدوركم } أي : حوائجكم في البلاد . قوله تعالى : { فأيَّ آيات الله تُنْكِرونَ } استفهام توبيخ . قوله تعالى : { فما أغنى عنهم } في " ما " قولان . أحدهما : أنها للنفي . والثاني : [ أنها ] للاستفهام ذكرهما ابن جرير . قوله تعالى : { فرٍحوا بما عندهم من العِلْم } في المشار إليهم قولان : أحدهما : [ أنهم ] الأُمم المكذِّبة ، قاله الجمهور ؛ ثم في معنى الكلام قولان . أحدهما : أنهم قالوا : نحن أعلم منهم لن نُْعَثُ ولن نُحَاسَبَ ، قاله مجاهد . والثاني : فرحوا بما كان عندهم أنه عِلْم ، قاله السدي . والقول الثاني : أنهم الرُّسل ؛ والمعنى : فرح الرُّسل لمّا هلك المكذِّبون ونَجَوْا بما عندهم من العِلْم بالله إذ جاء تصديقُه ، حكاه أبو سليمان وغيره . قوله تعالى : { وحاق بهم } يعني بالمكذِّبين العذاب الذي كانوا به يستهزؤون والبأس : العذاب . ومعنى { سُنَّةَ الله } : أنه سَنَّ هذه السُّنَّة في الأُمم ، أي : أن إيمانهم لا ينفعُهم إذا رأوا العذاب ، { وخسر هنالك الكافرون } . فإن قيل : كأنهم لم يكونوا خاسرين قبل ذلك ؟ فعنه جوابان . أحدهما : أن " خسر " بمعنى " هلك " قاله ابن عباس . والثاني : أنه إنما بيَّن لهم خُسرانهم عند نزول العذاب ، قاله الزجاج .