Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 53-68)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولقد آتينا موسى الهُدى } من الضلالة ، يعني التوراة { وأورَثْنا بني إسرائيل الكتابَ } بعد موسى ، وهو التوراة أيضا في قول الأكثرين ؛ وقال ابن السائب : التوراة والإنجيل والزَّبور . والذِّكرى بمعنى التذكير . { فاصْبِر } على أذاهم { إنّ وَعْدَ الله حَقٌّ } في نصرك ، وهذه الآية في هذه السورة في موضعين [ غافر : 55ـ77 ] ، وقد ذكروا أنها منسوخة بآية السيف . ومعنى : { سَبّح } صَلِّ . وفي المراد بصلاة العشيّ والإبكارِ ثلاثة أقوال : أحدها : أنها الصلوات الخمس ، قاله ابن عباس . والثاني : صلاة الغداة وصلاة العصر ، قاله قتادة . والثالث : أنها صلاة كانت قبل أن تُفرض الصلوات ، ركعتان غُدوةً وركعتان عشيَّةً ، قاله الحسن . وما بعد هذا قد تقدم آنفا [ المؤمن : 4 ] إلى قوله : { إنْ في صُدورهم إلاّ كِبرٌ … } الآية نزلت في قريش ؛ والمعنى : ما يَحْمِلُهم على تكذيبك إلاّ ما في صدورهم من التكبُّر عليك ، وما هم ببالغي مقتضى ذلك الكِبْر ؛ لأن الله تعالى مُذِلُّهم { فاستعذ بالله } من شرِّهم ؛ ثم نبَّه على قدرته بقوله { لَخَلْقُ السموات والأرض أكبرُ من خَلْقِ الناس } أي : من إعادتهم ، وذلك لكثرة أجزائها وعظم جِرْمها ، فنبَّههم على قُدرته على إعادة الخَلْق { ولكنَّ أكثر الناس لا يَعلمونَ } يعني الكفار حين لا يستدلُّون بذلك على التوحيد . وقال مقاتل : عظمَّت اليهودُ الدجّالَ وقالوا : إن صاحبنا يُبعَث في آخر الزمان وله سلطان ، فقال الله : { إن الذين يجادِلونَ في آيات الله } لأن الدجّال من آياته ، { بغير سُلطان } أي : [ بغير ] حجة ، فاستعذ بالله من فتنة الدجّال . قال : والمراد بـ { خَلْق الناس } : الدجّال ؛ وإلى نحو هذا ذهب أبو العالية ، والأول أصح . وما بعد هذا ظاهر إلى قوله : { ادْعُوني أَسْتَجِبْ لكم } فيه قولان . أحدهما : وحِّدوني واعبُدوني أثِبْكم ، قاله ابن عباس . والثاني : سلوني أُعْطِكم ، قاله السدي . { إن الذين يَستكبِرونَ عن عبادتي } فيه قولان . أحدهما : عن توحيد ، . والثاني : عن دعائي ومسألتي { سَيَدْخُلونَ جهنَّم } قرأ ابن كثير ، وأبو بكر عن عاصم ، وعباس بن الفضل عن أبي عمرو : { سيُدْخَلونَ } [ بضم الياء ] ، والباقون بفتحها والدّاخر الصّاغر . وما بعد هذا قد سبق في مواضع متقرفة [ يونس : 67 ] [ القصص : 73 ] [ الأنعام : 95 ] [ النمل : 61 ] [ الأعراف : 54ـ 29 ] [ الحج : 5 ] إلى قوله { ولِتبلُغوا أجلاً مسمىً } وهو أجل الحياة إلى الموت { ولعلَّكم تَعقِلونَ } توحيدَ الله وقدرتَه .