Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 1-8)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { تنزيلٌ } قال الفراء : يجوز أن يرتفع " تنزيلٌ " بـ { حم } ، ويجوز أن يرتفع بإضمار " هذا " . وقال الزجاج : " تنزيلٌ " مبتدأ ، وخبره { كتابٌ فُصِّلَتْ آياتُه } ، هذا مذهب البصريِّين و { قرآناً } منصوب على الحال ، المعنى : بُيِّنَتْ آياتُه في حال جَمْعِه ، { لقومٍ يَعْلَمونَ } أي : لِمَن يَعلم . قوله تعالى : { فأعْرَضَ أكثرُهم } يعني أهل مكة { فهم لا يَسمعونَ } تكبُّراً عنه ، { وقالوا قلوبُنا في أكنَّة } أي : في أغطية فلا نفقه قولك . وقد سبق بيان " الأكنَّة " و " الوَقْر " في [ الأنعام : 25 ] . ومعنى الكلام : إنّا في تَرْكِ القبول منكَ بمنزلة من لا يَسمع ولا يَفهم ، { ومِن بينِنا وبينِكَ حِجابٌ } أي : حاجزٌ في النِّحلة والدِّين . قال الأخفش : و " من " هاهنا للتوكيد . قوله تعالى : { فاعْمَلْ } فيه قولان . أحدهما : اعمل في إبطال أمرنا إنا عاملون على إبطال أمرك . والثاني : اعْمَلْ على دِينكَ إنا عاملون على ديننا . { قُلْ إنما أنا بَشَرٌ مثلُكم } أي : لولا الوحي لَمَا دعوتُكم . { فاستقيموا إليه } أي : توجَّهوا إِليه بالطاعة ، واستغفِروه من الشرك . قوله تعالى : { الذين لا يؤتون الزكاة } فيه خمسة أقوال . أحدها : لا يشهدون أن " لا إله إلا الله " رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال عكرمة . والمعنى : لا يطهِّرون أنفُسَهم من الشرك بالتوحيد . والثاني : لا يؤمِنون بالزكاة ولا يُقِرُّون بها ، قاله الحسن ، وقتادة . والثالث : لا يزكُّون أعمالهم ، قاله مجاهد ، والربيع . والرابع : لا يتصدَّقون ، ولا يُنفِقون في الطاعات ، قاله الضحاك ، ومقاتل . والخامس : لا يُعطُون زكاة أموالهم ، قال ابن السائب : كانوا يحُجُّون ويعتمرون ولا يزكُّون . قوله تعالى : { غيرُ ممنون } أي : غير مقطوع ولا منقوص .