Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 9-12)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { خَلَق الأرضَ في يومين } قال ابن عباس : في يوم الأحد والاثنين ، وبه قال عبد الله بن سلام ، والسدي ، والأكثرون . وقال مقاتل : في يوم الثلاثاء والأربعاء . وقد أخرج مسلم في أفراده من حديث أبي هريرة قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي ، فقال : " خَلَقَ اللهُ عز وجل التربة يومَ السبت ، وخلق الجبال فيها يومَ الأحد ، وخلق الشجر فيها يومَ الإثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء ، وخلق النُّور يوم الأربعاء ، وبثَّ فيها الدواب يومَ الخميس " ، وهذا الحديث يخالِف ما تقدَّم ، وهو أصح . قوله تعالى : { وتَجعلونَ له أنداداً } قد شرحناه في [ البقرة : 22 ] و ( ذلك ) الذي فعل ما ذُكر ( ربُّ العالَمَين ) . { وجعل فيها رواسيَ } أي : جبالاً ثوابت من فوق الأرض ، { وبارك فيها } بالأشجار والثمار والحبوب والأنهار ، وقيل : البَرَكة فيها : أن ينميَ فيها الزرع ، فتخرج الحبّة حبّات ، والنواة نخلةً { وقدَّر فيها أقواتَها } قال أبو عبيدة : هي جمعُ قوت ، وهي الأرزاق وما يُحتاج إليه . وللمفسرين في هذا التقدير خمسة أقوال : أحدها : أنه شقَّق الأنهار وغرس الأشجار ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه قسم أرزاق العباد والبهائم ، قاله الحسن . والثالث : أقواتها من المطر ، قاله مجاهد . والرابع : قدَّر لكل بلدة ما لم يجعله في الأخرى كما أنَّ ثياب اليمن لا تصلح إلا بـ " اليمن " والهرويَّة بـ " هراة " ، ليعيش بعضهم من بعض بالتجارة ، قاله عكرمة ، والضحاك . والخامس : قدَّر البُرَّ لأهل قُطْرٍ ، والتَّمْر لأهل قُطْرٍ ، والذُّرَة لأهل قُطْرٍ ، قاله ابن السائب . قوله تعالى : { في أربعة أيّام } أي : في تتمة أربعة أيّام . قال الأخفش : ومثله [ أن ] تقول : تزوجت أمس امرأة ، واليومَ ثنتين ، وإحداهما التي تزوجتها أمس . قال المفسرون : يعني : الثلاثاء والأربعاء ، وهما مع الأحد والإثنين أربعة أيام . قوله تعالى : { سواءً } قرأ أبو جعفر : { سواءٌ } بالرفع . وقرأ يعقوب ، وعبد الوارث : " سواءٍ " بالجر . وقرأ الباقون من العشرة : بالنصب قال الزجاج : من قرأ بالخفض ، جعل " سواءٍ " من صفة الأيّام فالمعنى : في أربعة أيّامٍ مستوِياتٍ تامَّاتٍ ؛ ومن نصب ، فعلى المصدر ؛ فالمعنى : استوت سواءً واستواءً ؛ ومن رفع ، فعلى معنى : هي سواءٌ . وفي قوله : { للسّائلِينَ } وجهان . أحدهما : للسائلين القوت ، لأن كلاًَ يطلُب القوت ويسألُه . والثاني : لمن يسأل : في كم خُلقت الأرضُ ؟ فيقال : خُلقتْ في أربعة أيّام سواء ، لا زيادة ولا نقصان . قوله تعالى : { ثم استوى إلى السماء } قد شرحناه في [ البقرة : 29 ] { وهي دخان } وفيه قولان : أحدهما : أنه لمّا خلق [ الماء ] أرسل عليه الريح فثار منه دخان فارتفع وسما ، فسمّاه سماءً . والثاني : أنه لمّا خلق الأرض أرسل عليها ناراً ، فارتفع منها دخان فسما . قوله تعالى : { فقال لها وللأرض } قال ابن عباس : قال للسماء : أظْهِري شمسكِ وقمرك ونجومك ، وقال للأرض : شقِّقي أنهاركِ ، وأخْرِجي ثمارك ، { طوعاً أو كَرْهاً قالتا أتينا طائعِين } قال الزجاج : هو منصوب على الحال ، وإنما لم يقل : طائعات ، لأنهنَّ جَرَيْنَ مجرى ما يَعْقِل ويميِّز كما قال في النجوم : { وكُلٌّ في فلك يسبحون } [ يس : 40 ] ، قال : وقد قيل : أتينا نحن ومَنْ فينا طائعين . { فقضاهنّ } أي : خلقهنّ وصنعهنّ ، قال أبو ذئيب الهذلي : @ وعَلَيْهِمَا مَسْرُودَتَانِ قَضَاهُمَا داوُدُ أَو صَنَعُ السَّوابِغِ تُبَّعُ @@ معناه : عَمِلَهما وصَنَعهما . قوله تعالى : { في يومين } قال ابن عباس وعبد الله بن سلام : وهما يوم الخميس ويوم الجمعة . وقال مقاتل : الأحد والإثنين ، لأن مذهبه أنها خُلقتْ قبل الأرض . وقد بيَّنّا مقدار هذه الأيام في [ الأعراف : 54 ] . { وأوحى في كل سماءٍ أمرها } فيه قولان . أحدهما : أوحى ما أراد ، وأمر بما شاء ، قاله مجاهد ، ومقاتل . والثاني : خَلَقَ في كل سماءٍ خَلْقَها ، قاله السدي . قوله تعالى : { وزيَّنّا السماءَ الدنيا } أي : القُرْبى إلى الأرض { بمصابيحَ } وهي النًّجوم ، والمصابيح : السُّرُج فسمِّي الكوكب مصباحاً لإضاءته { وحِفْظاً } قال الزجاج : معناه : وحفظناها من استماع الشياطين بالكواكب حِفْظاً .