Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 29-32)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وقال الذين كفروا } لمّا دخلوا النار { ربَّنا أَرِنا اللَّذَينِ أضلاَّنا } وقرأ ابن عامر ، وأبو بكر عن عاصم : " أَرْنا " بسكون الراء . قال المفسرون : يعنون إبليس وقابيل ، لأنهما سنّا المعصية ، { نجعلْهما تحتَ أقدامنا ليكونا من الأسفلين } أي : في الدَّرْك الأسفل ، وهو أشدُّ عذاباً من غيره . ثم ذكر المؤمنين فقال : { إِنَّ الذين قالوا ربُّنا اللهُ } [ أي : وحَّدوه ] { ثم استقاموا } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : استقاموا على التوحيد ، قاله أبو بكر الصِّدِّيق ، ومجاهد . والثاني : على طاعة الله وأداء فرائضه ، قاله ابن عباس ، والحسن ، وقتادة . والثالث : على الإِخلاص والعمل إِلى الموت ، قاله أبو العالية ، والسدي ، وروى عطاء عن ابن عباس قال : نزلت هذه الآية في أبي بكر الصِّدِّيق ، وذلك أن المشركين قالوا : ربُّنا الله ، والملائكة بناتُه ، وهؤلاء شفعاؤنا عند الله ، فلم يستقيموا ، وقالت اليهود : ربُّنا الله ، وعزيرٌ ابنُه ، ومحمد ليس بنبيّ ، فلم يستقيموا ، وقالت النصارى : ربُّنا الله ، والمسيح ابنه ، ومحمد ليس بنبيّ ، فلم يستقيموا ، وقال أبو بكر : ربنا الله وحده ، ومحمدٌ عبدُه ورسولُه ، فاستقام . قوله تعالى : { تتنزَّل عليهم الملائكةُ ألاّ تَخافوا } أي : بأن لا تخافوا . وفي وقت نزولها عليهم قولان : أحدهما : عند الموت ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ؛ فعلى هذا في معنى { لا تخافوا } قولان . أحدهما : لا تخافوا الموت ، ولا تحزنوا على أولادكم ، قاله مجاهد . والثاني : لا تخافوا ما أمَامكم ، ولا تحزنوا على ما خَلْفكم ، قاله عكرمة ، والسدي . والقول الثاني : تتنزَّل عليهم إذا قاموا من القبور ، قاله قتادة ؛ فيكون معنى " لا تخافوا " : أنهم يبشِّرونهم بزوال الخوف والحزن يوم القيامة . قوله تعالى : { نحن أولياؤكم } قال المفسرون : هذا قول الملائكة لهم ، والمعنى : نحن [ الذين ] كنّا نتوّلاكم في الدُّنيا ، لأن الملائكة تتولَّى المؤمنين وتحبُّهم لِما ترى من أعمالهم المرفوعة إلى السماء ، { وفي الآخرة } أي : ونحن معكم في الآخرة لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة . وقال السدي : هم الحَفظة على ابن آدم ، فلذلك قالوا : { نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة } ؛ وقيل : هم الملائكة الذين يأتون لقبض الأرواح . قوله تعالى : { ولكم فيها } أي : في الجنة . { نُزُلاً } قال الزجاج : معناه : أبشروا بالجنة تنزلونها [ نُزُلاً ] . وقال الأخفش : لكم فيها ما تشتهي أنفسُكم أنزلناه نُزُلاً .