Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 33-36)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { ومَن أحسنُ قولاً ممَّن دعا إِلى الله } فيمن أُريد بهذا ثلاثة أقوال : أحدها : أنهم المؤذِّنون . روى جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " نزلت في المؤذنين " ، وهذا قول عائشة ، ومجاهد ، وعكرمة . والثاني : أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى شهادة أن لا إله إلا الله ، قاله ابن عباس ، والسدي ، وابن زيد . والثالث : أنه المؤمن أجابَ اللهَ إلى ما دعاه ، ودعا الناسَ إلى ذلك { وعمل صالحاً } في إجابته ، قاله الحسن . وفي قوله : { وعَمِل صالحاً } ثلاثة أقوال : أحدها : صلّى ركعتين بعد الأذان ، وهو قول عائشة ، ومجاهد . وروى إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم : { ومن أحسنُ قولاً ممَّن دعا إلى الله } قال : الأذان { وعمل صالحاً } قال : الصلاة بين الأذان والإِقامة . والثاني : أدَّى الفرائض وقام لله بالحقوق ، قاله عطاء . والثالث : صام وصلَّى ، قاله عكرمة . قوله تعالى : { ولا تَستوي الحسنةُ ولا السَّيَّئةُ } قال الزجاج : " لا " زائدة مؤكِّدة ؛ والمعنى : ولا تستوي [ الحسنة ] والسَّيِّئة . وللمفسرين فيهما ثلاثة أقوال : أحدها : أن الحسنة : الإِيمان ، والسَّيِّئة : الشِّرك ، قاله ابن عباس . والثاني : الحِلْم والفُحْش ، قاله الضحاك . والثالث : النُّفور والصَّبر ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { ادفَعْ بالَّتي هي أحسنُ } وذلك كدفع الغضب بالصبر ، والإِساءة بالعفو ، فإذا فعلتَ ذلك صار الذي بينك وبينه عداوة كالصَّديق القريب ، وقال عطاء : هو السَّلام على من تعاديه إذا لَقِيتَه . قال المفسرون : وهذه الآية منسوخة بآية السيف . قوله تعالى : { وما يُلَقَّاها } أي : ما يُعْطاها . قال الزجاج : ما يُلَقَّى هذه الفَعْلَة : وهي دفع السَّيَّئة بالحسنة { إلاّ الذين صبروا } على كظم الغيظ { وما يُلَقَّاها إلاّ ذو حَظٍّ عظيمٍ } من الخير . وقال السدي : إلاّ ذو جَدٍّ . وقال قتادة : الحظُّ العظيم : الجنة ؛ فالمعنى : ما يُلَقَّاها إلاّ مَنْ وجبت له الجنة . قوله تعالى : { وإمّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطانِ نَزْغٌ } قد فسَّرناه في [ الأعراف : 200 ] .