Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 40-42)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِنَّ الذين يُلْحِدونَ في آياتنا } قال مقاتل : نزلت في أبي جهل . وقد شرحنا معنى الإِلحاد في [ النحل : 103 ] ؛ وفي المراد به هاهنا خمسة أقوال : أحدها : أنه وَضْع الكلام على غير موضعه ، رواه العوفي عن ابن عباس . والثاني : أنه المُكاء والصفير عند تلاوة القرآن ، قاله مجاهد . والثالث : أنه التكذيب بالآيات ، قاله قتادة . والرابع : أنه المُعانَدة ، قاله السدي . والخامس : أنه المَيْل عن الإِيمان بالآيات ، قاله مقاتل . قوله تعالى : { لا يَخْفَوْنَ علينا } هذا وعيد بالجزاء { أفمن يُلْقَى في النار خير أم مَنْ يأتي آمِناً يومَ القيامة } وهذا عامّ ، غير أن المفسرين ذكَروا فيمن أُريدَ به سبعةَ أقوال : أحدها : أنه أبو جهل وأبو بكر الصِّدِّيق ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثاني : أبو جهل وعمّار بن ياسر ، قاله عكرمة . والثالث : أبو جهل ورسول الله صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن السائب ، ومقاتل . والرابع : أبو جهل وعثمان بن عفّان ، حكاه الثعلبي . والخامس : أبوجهل وحمزة ، حكاه الواحدي . والسادس : أبو جهل وعمر بن الخطاب . والسابع : الكافر والمؤمن ، حكاهما الماوردي . قوله تعالى : { اعْمَلوا ما شئتم } قال الزجاج : لفظه لفظ الأمر ، ومعناه الوعيد والتهديد . قوله تعالى : { إنَّ الذين كَفَروا بالذِّكْر } يعني القرآن ؛ ثم أخذ في وصف الذِّكر ؛ وتَرَكَ جواب " إِنَّ " ، وفي جوابها هاهنا قولان : [ أحدهما ] : أنه " أولئك ينادَوْنَ من مكان بعيد " ، ذكره الفراء . والثاني : أنه متروك ، وفي تقديره قولان : أحدهما : إن الذين كفروا بالذِّكْر لمّا جاءهم كفروا به . والثاني : إن الذين كفروا يجازَون بكفرهم . قوله تعالى : { وإنَّه لَكِتابٌ عزيزٌ } فيه أربعة أقوال : أحدها : مَنيعٌ من الشيطان لا يجد إِليه سبيلاً ، قاله السدي . والثاني : كريمُ على الله ، قاله ابن السائب . والثالث : مَنيعٌ من الباطل ، قاله مقاتل . والرابع : يمتنع على الناس أن يقولوا مِثْلَه ، حكاه الماوردي . قوله تعالى : { لا يأتيه الباطل } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : التكذيب ، قاله سعيد بن جبير . والثاني : الشيطان . والثالث : التبديل ، رويا عن مجاهد . قال قتادة : لا يستطيع إبليس أن ينقص منه حقاً ، ولا يَزيد فيه باطلاً ، وقال مجاهد : لا يدخل فيه ماليس منه . وفي قوله : { مِنْ بينِ يَدَيْه ولا مِنْ خَلْفه } ثلاثة اقوال . أحدها : بين يَدَي تنزيله ، وبعد نزوله . والثاني : أنه ليس قَبْلَه كتاب يُبْطِله ، ولا يأتي بعده كتاب يُبْطِله . والثالث : لا يأتيه الباطل في إخباره عمّا تقدَّم ، ولا في إخباره عمّا تأخر .