Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 32-36)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { مِنْ آياته الجَواري في البحر } والمراد بالجوارِ : السفن . قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : " الجواري " بياء في الوصل ، إِلاّ أن ابن كثير يقف أيضاً بياءٍ ، وأبو عمرو بغير ياء ، ويعقوب يوافق ابن كثير ، والباقون بغير ياءٍ في الوصل والوقف ؛ قال أبو علي : والقياس ما ذهب إليه ابن كثير ، ومن حذف ، فقد كَثُر حذف مثل هذا كلامهم . { كالأعلام } قال ابن قتيبة : كالجبال ، واحدها : عَلَم . وروي عن الخليل بن أحمد أنه قال : كل شيء مرتفع عند العرب فهو عَلَم . قوله تعالى : { إِن يشأْ يُسْكِنِ الرِّيح } التي تُجريها { فيَظْلَلْنَ } يعني الجواري { رواكدَ على ظهره } أي : سواكن على ظهر البحر { لا يَجْرِينْ } . { أو يُوبِقْهُنَّ } أي : يُهْلِكْهُنَّ ويُغْرِقْهُنَّ ، والمراد أهل السفن ، ولذلك قال : { بما كَسَبوا } أي : من الذُّنوب { ويَعْفُ عن كثير } من ذنوبهم ، فيُنجيهم من الهلاك . { ويَعْلَمَ الذين يُجادِلون } قرأ نافع ، وابن عامر : " ويَعْلَمُ " بالرفع على الاستئناف وقطعه من الأول ؛ وقرأ الباقون بالنصب . قال الفراء : هو مردود على الجزم ، إِلاّ أنه صُرف ، والجزم إِذا صُرف عنه معطوفه نُصب . وللمفسرين في معنى الآية قولان . أحدهما : ويعلم الذين يخاصِمون في آيات الله حين يؤخَذون بالغرق أنه لا ملجأَ لهم . والثاني : أنهم يعلمون بعد البعث أنه لا مهرب لهم من العذاب . قوله تعالى : { فما أُوتيتم من شيءٍ } أي : ما أُعطيتم من الدنيا فهو متاع تتمتَّعون به ، ثم يزول سريعاً { وما عند الله خيرٌ وأبقى للذين آمنوا } لا للكافرين ، لأنه إنما أعدَّ لهم في الآخرة العذاب .