Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 1-10)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { حم } قد تقدم بيانه [ المؤمن ] . { والكتاب المُبينِ } قسمٌ بالقرآن . { إِنّا جَعَلْناه } قال سعيد بن جبير : أنزَلْناه . وما بعد هذا تقدم بيانه [ النساء : 82 ] [ يوسف : 2 ] إلى قوله : { وإِنَّه } يعني القرآن { في أُمِّ الكتاب } قال الزجاج : أي : في أصل الكتاب ، وأصل كلِّ شيء : أُمُّه ، والقرآن مُثْبَتٌ عند الله عز وجل في اللوح المحفوظ . قوله تعالى : { لَدَيْنا } أي : عندنا { لَعَلِيٌّ } أي : رفيع . وفي معنى الحكيم قولان : أحدهما : مُحْكَم ، أي : ممنوعٌ من الباطل ، قاله مقاتل . والثاني : حاكمٌ لأهل الإِيمان بالجنة ولأهل الكفر بالنار ، ذكره أبو سليمان الدمشقي ، والمعنى : إن كذَّبتم به يا أهل مكة فإنه عندنا شريفٌ عظيمُ المَحَلِّ . قوله تعالى : { أَفَنَضْرِبُ عنكم الذِّكر صَفْحاً } قال ابن قتيبة : أي : نُمْسِكُ عنكم فلا نذكُركم صفحاً ، أي : إِعراضاً . يقال : صَفَحْتُ عن فلان : إذا أعرضت عنه ، والأصل في ذلك أن تُولِّيه صَفْحةَ عنقك ، قال كُثَيِّر يصف امرأة : @ صَفُوحاَ فما تَلْقاكَ إلاّ بَخِيلَةً فمَنْ مَلَّ منها ذلك الوَصْلَ مَلَّتِ @@ أي : مُعْرِضَة بوجهها ، يقال ؛ ضَرَبْتُ عن فلان كذا : إِذا أمسكتَه وأضربتَ عنه . { أن كنتم } قرأ ابن كثير ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : { أن كنتم } بالنصب ، أي : لأِن كنتم قوماً مسرفين . وقرأ نافع ، وحمزة ، والكسائي : { إِن كنتم } بكسر الهمزة . قال الزجاج : وهذا على معنى الاستقبال أي إِن تكونوا مسرفين نَضْرِبْ عنكم الذِّكْر . وفي المراد بالذِّكْر قولان : أحدهما : أنه ذِكْر العذاب ، فالمعنى : أفنُمْسِكُ عن عذابكم ونترُكُكم على كفركم ؟ ! وهذا معنى قول ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي . والثاني : أنه القرآن فالمعنى : أفنُمْسِكُ عن إنزال القرآن من أجل أنكم لا تؤمِنون به ؟ ! وهو معنى قول قتادة ، وابن زيد . وقال قتادة : " مُسْرِفِينَ " بمعنى مشركين . ثم أعلم نبيَّه أنِّي قد بعَثتُ رُسُلاً فكُذِّبوا فأهلكتُ المكذِّبين بالآيات التي تلي هذه . قوله تعالى : { أَشَدَّ منهم } أي : من قريش { بَطْشاَ } أي : قُوَّةً { ومضى مَثَلُ الأوَّلِينَ } أي : سبق وصفُ عِقابهم فيما أُنزل عليك . وقيل : سبق تشبيه حال أولئك بهؤلاء في التكذيب ، فستقع المشابهة بينهم في الإِهلاك . ثم أخبر عن جهلهم حين أقَرُّوا بأنه خالق السموات والأرض ثم عبدوا غيره بالآية التي تلي هذه ؛ ثم التي تليها مفسَّرة في [ طه : 53 ] إلى قوله : { لعلكم تهتدون } أي : لكي تهتدوا في أسفاركم إلى مقاصدكم .