Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 31-35)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وقالوا لولا } أي : هلاّ { نُزِلَ هذا القرآنُ على رجل من القريتين عظيمٍ } أمّا القريتان ، فمكَّة والطائف ، قاله ابن عباس ، والجماعة ؛ وأمّا عظيم مكَّة ، ففيه قولان : أحدهما : الوليد بن المغيرة القرشي ، رواه العوفي وغيره عن ابن عباس ، [ وبه قال قتادة ، والسدي ] . والثاني : عُتبة بن ربيعة ، قاله مجاهد . وفي عظيم الطائف خمسة أقوال . أحدها : حبيب بن عمرو بن عمير الثقفي ، رواه العوفي عن ابن عباس . والثاني : مسعود بن عمرو بن عبيد الله ، رواه الضحاك عن ابن عباس . والثالث : أنه أبو مسعود عروة بن مسعود الثقفي ، رواه ليث عن مجاهد وبه قال قتادة . والرابع : [ أنه ] ابن عَبْد ياليل ، رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد . والخامس : كنانة بن عبد [ بن ] عمرو بن عمير الطائفي ، قاله السدي . فقال الله عز وجل ردّاً عليهم وإِنكاراً { أَهُمْ يَقْسِمون رحمةَ ربِّكَ } يعني النُّبوَّة ، فيضعونها حيث شاؤوا ، لأنهم اعترضوا على الله بما قالوا . { نحن قَسَمْنا بينهم معيشتهم } المعنى أنه إِذا كانت الأرزاق بقَدَر الله ، لا بحول المحتال وهو دون النُّبوَّة فكيف تكون النًّبوَّة ؟ ! قال قتادة : إِنك لَتَلْقَى ضعيفَ الحِيلة عَييَّ اللِّسان قد بُسِطَ له الرِّزْقُ ، وتَلْقَى شديدَ الحِيلة بسيط اللسان وهو مقتور عليه . قوله تعالى : { ورَفَعْنا بَعْضَهم فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ } فيه قولان . أحدهما : بالغنى والفقر . والثاني : بالحرية والرق { لِيَتَّخِذَ بعضُهم بعضاً سُخْرِيّاً } وقرأ ابن السميفع ، وابن محيصن : " سِخْرِيّاً " بكسر السين . ثم فيه قولان : أحدهما : يستخدم الأغنياء الفقراء بأموالهم ، فَيَلْتَئِمُ قِوامَ العالَم ، وهذا على القول الأول . والثاني : ليملك بعضُهم بعضاً بالأموال فيتَّخذونهم عبيداً ، وهذا على الثاني . قوله تعالى : { ورَحْمَةُ ربِّكَ } فيها قولان : أحدهما : النًّبوَّة خير من أموالهم التي يجمعونها ، قاله ابن عباس . والثاني : الجنة خير ممّا يجمعون في الدنيا ، قاله السدي . قوله تعالى : { ولولا أن يكون الناسُ أُمَّةً واحدةً } فيه قولان : أحدهما : لولا أن يجتمعوا على الكفر ، قاله ابن عباس . والثاني : على إِيثار الدنيا على الدِّين ، قاله ابن زيد . قوله تعالى : { لَجَعَلْنا لِمَن يكفرُ بالرَّحمن لِبُيوتهم سُقُفاً من فِضَّة } لهوان الدنيا عندنا . قال الفراء : إن شئتَ جعلتَ اللاّم في " لِبُيوتهم " مكرَّرة كقوله : { يسألونك عن الشَّهْر الحرام قِتالٍ فيه } [ البقرة : 217 ] ، وإِن شئتَ جعلتَها بمعنى " على " ، كأنه قال : جَعَلْنا لهم على بُيوتهم ، تقول للرجل : جعلتُ لك لقومك الأُعطية ، أي : جعلتُها من أجلك لهم . قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو : { سَقْفاً } على التوحيد . وقرأ الباقون { سُقُفاً } بضم السين والقاف جميعاً . قال الزجاج : والسَّقف واحد يدلُّ على الجمع ؛ فالمعنى : جعلْنا لبيتِ كلِّ واحد منهم سقفاً من فِضَّة { ومعارجَ } وهي الدَّرَج ؛ والمعنى : وجعلْنا معارج من فِضَّة ، وكذلك " ولِبُيوتهم أبواباً " أي : من فِضَّة " وسُرُراً " أي : من فِضَّة . قوله تعالى : { عليها يَظْهَرونَ } قال ابن قتيبة : أي : يَعْلُون ، يقال : ظَهَرْتُ على البيت إذا علَوْت سطحه . قوله تعالى : { وزُخْرُفاً } وهو الذهب ؛ والمعنى : ويجعل لهم مع ذلك ذهباً وغنىً { وإِنْ كُلُّ ذلك لَما متاعُ الحياة الدُّنيا } المعنى : لَمَتاع الحياة الدنيا ، و " ما " زائدة . وقرأ عاصم ، وحمزة : " لَمّا " بالتشديد ، فجعلاه بمعنى " إِلاّ " ؛ والمعنى : إِنّ ذلك يُتمتَّع به قليلاً ثم يزول { والآخرة عند ربِّك للمتَّقين } خاصةً لهم .