Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 84-89)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { وهو الذي في السماء إِله وفي الأرض إِله } قال مجاهد ، وقتادة : يُعْبَد في السماء ويُعْبَد في الأرض . وقال الزجاج : هو الموحَّد في السماء وفي الأرض . وقرأ عمر بن الخطاب ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وابن السميفع ، وابن يعمر والجحدري : " في السماء اللهُ وفي الأرض الله " بألف ولام من غير تنوين ولا همز فيهما . وما بعد هذا سبق بيانه [ الأعراف : 54 ] [ لقمان : 34 ] إِلى قوله : { ولا يَمْلِكُ الذين يَدْعُونَ مِنْ دُونه الشفاعة } سبب نزولها أن النضر بن الحارث ونفراً معه قالوا : إن كان ما يقول محمد حَقّاً فنحن نتولّى الملائكة ، فهم أحق بالشفاعة من محمدٍ . فنزلت هذه الآية ، قاله مقاتل . وفي معنى الآية قولان : أحدهما : أنه أراد بالذين يَدْعَون مِنْ دونه : آلهتهم ، ثم استثنى عيسى وعزيرَ والملائكةَ فقال : { إلاّ مَنْ شَهِدَ بالحق } وهو أن يشهد أن لا إله إلا الله { وهم يَعلمون } بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم ، وهذا مذهب الأكثرين ، منهم قتادة . والثاني : أن المراد بالذين يَدْعُون : عيسى وعزيرُ والملائكةُ الذين عبدهم المشركون بالله لا يَمْلِك هؤلاء الشفاعةَ لأحد { إلاَ مَنْ شَهِد } أي : [ إلاَ ] لِمَنْ شَهِد { بالحق } وهي كلمة الإِخلاص { وهم يَِعْلَمون } أن الله عز وجل خلق عيسى وعزير والملائكة ، وهذا مذهب قوم منهم مجاهد . وفي الآية دليل على أن شرط جميع الشهادات أن يكون الشاهد عالماً بما يَشهد به . قوله تعالى : { وقِيلِهِ ياربِّ } قال قتادة : هذا نبيُّكم يشكو قومَه إِلى ربِّه . وقال ابن عباس : شكا إلى الله تخلُّف قومه عن الإِيمان . قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، وأبو عمرو : { وقِيلَه } بنصب اللام ؛ وفيها ثلاثة أوجه . أحدها : أنه أضمر معها قولاً كأنه قال : وقال قيلَه وشكا شكواه إِلى ربِّه . والثاني : أنه عطف على قوله : { أم يَحسبون أنّا لانسمع سِرَّهم ونجواهم } وقِيلَه ؛ فالمعنى : ونَسمع قِيلَه ، ذكر القولين الفراء ، والأخفش . والثالث : أنه منصوب على معنى : وعنده عِلْم الساعة ويَعْلَم قِيلَه ، لأن معنى " وعنده عِلْمُ الساعة " : يَعْلَم الساعة ويَعْلَم قِيلَه . هذا اختيار الزجاج . وقرأ عاصم ، وحمزة : { وقِيلهِ } بكسر اللام والهاء حتى تبلغ إِلى الياء ؛ والمعنى : وعنده عِلْم الساعة وعِلْمُ قِيلِه . وقرأ أبو هريرة وأبو رزين ، وسعيد بن جبير ، وأبو رجاء ، والجحدري ، وقتادة ، وحميد : برفع اللام ؛ والمعنى : ونداؤه هذه الكلمة : يارب ؛ ذكر عِلَّة الخفض والرفع الفراء والزجاج . قوله تعالى : { فاصْفَحْ عنهم } أي فأعْرِض عنهم { وقُلْ سلامٌ } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : قُلْ خيراً بدلاً من شرِّهم ، قاله السدي . والثاني : ارْدُد [ عليهم ] معروفاً ، قاله مقاتل . والثالث : قُلْ ما تَسْلَم به من شرِّهم ، حكاه الماوردي . { فسوف يَعْلَمونَ } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : يَعْلَمون عاقبة كفرهم . والثاني : أنك صادق . والثالث : حلول العذاب بهم ، وهذا تهديد لهم : " فسوف يعلمون " . وقرأ نافع ، وابن عامر : " تعلمون " بالتاء . ومن قرأ بالياء ، فعلى الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم بأن يخاطبهم بهذا ، قاله مقاتل ؛ فنَسختْ آيةُ السيف الإِعراضَ والسلامَ .