Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 44, Ayat: 43-59)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إِنَّ شجَرَة الزَّقوُّم } قد ذكرناها في [ الصافات : 62 ] . و " الأثيم " : الفاجر ؛ وقال مقاتل : هو أبو جهل . وقد ذكرنا معنى " المُهْل " في [ الكهف : 29 ] . قوله تعالى : { يَغْلِي في البُطونِ } قرأ ابن كثير ، وابن عامر ، وحفص عن عاصم : { يغلي } بالياء ؛ والباقون : بالتاء . فمن قرأ [ { تغلي } ] بالتاء ، فلتأنيث الشجرة ؛ ومن قرأ بالياء ، حمله على الطعام قال أبو علي الفارسي : ولا يجوز أن يُحْمَل الغَلْيُ على المُهْل ، لأن المهْل ذُكِر للتشبيه في الذَّوْب ، وإٍنما يغلي ما شُبِّه به { كغَلْيِ الحميم } وهو الماء الحارُّ إِذا اشْتَدَّ غَلَيانُه . قوله تعالى : { خُذوه } أي : يقال للزبانية : خذوه { فاعْتِلُوه } وقرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، ويعقوب : بضم التاء ؛ وكسرها الباقون ؛ قال ابن قتيبة : ومعناه قُودوه بالعُنف ، يقال جيء بفلان يُعْتَلُ إِلى السلطان ، و " سواء الجحيم " : وسط النار . قال مقاتل : الآيات في أبي جهل يضربه الملَك من خُزّان جهنم على رأسه بمقمعة من حديد فتنقُب عن دماغه ، فيجري دماغُه على جسده ، ثم يصُبُّ الملَك في النَّقْب ماءً حميماً قد انتهى حَرُّه ، فيقع في بطنه ، ثم يقول [ له ] الملَك : ( ذُقْ ) العذاب { إِنَّك أنتَ العزيز الكريم } هذا توبيخ له بذلك ؛ وكان أبو جهل يقول : أنا أعَزًّ قريش وأكرمُها . وقرأ الكسائي : { ذُقْ أنَّكَ } بفتح الهمزة ؛ والباقون : بكسرها قال أبو علي : من كسرها ، فالمعنى أنت العزيز في زعمك ، ومن فتح ، فالمعنى بأنَّكَ . فإن قيل : كيف سُمِّي بالعزيز وليس به ؟ فالجواب : من ثلاثة أوجه : أحدها : أنه قيل ذلك استهزاءً به ، قاله سعيد بن جبير ، ومقاتل . والثاني : أنت العزيز [ الكريم ] عند نَفْسك ، قاله قتادة . والثالث : أنت العزيز في قومك ، الكريم على أهلك ، حكاه الماوردي . ويقول الخزّان لأهل النار : { إِنّ هذا ما كنتم به تَمْتَرون } أي : تَشُكُّون في كونه . ثم ذكر مستقَرَّ المُتَّقِين فقال : { ِإَّن المُتَّقِينَ في مَقامٍ أمينٍ } قرأ نافع ، وابن عامر : { في مُقام } بضم الميم ؛ والباقون : بفتحها قال الفراء : المَقام ، بفتح الميم : المكان ، وبضمها الإِقامة . قوله تعالى : { أمينٍ } أي : أمِنوا فيه الغِيَر والحوادث . وقد ذكرنا " الجَنّات " في [ البقرة : 25 ] و [ ذكرنا ] معنى " العُيون " ومعنى " متقابِلين " في [ الحجر : 45ـ 47 ] وذكرنا " السُّندُس والإِستبرق " في [ الكهف : 31 ] . قوله تعالى : { كذلك } أي : الأمر كما وَصَفْنا { وزوَّجْناهم بِحُورٍ عينٍ } قال المفسرون : المعنى : قَرَنّاهم بِهِنّ ، وليس من عقد التزويج . قال أبو عبيدة : المعنى : جَعَلْنا ذكور أهل الجنة أزواجاً { بحور عِينٍ } من النساء ، تقول للرجل : زوِّج هذه النَّعل الفرد بالنَّعل الفرد . أي : اجعلهما زَوْجاً ، والمعنى : جَعَلْناهم اثنين اثنين . وقال يونس : العرب لا تقول تزوَّج بها ، إِنما يقولون تزوجَّها ومعنى { وزَوَّجْناهم بِحُورٍ عينٍ } : قَرَنّاهم . وقال ابن قتيبة : يقال : زوَّجتُه امرأة ، وزوَّجتُه بامرأة . وقال أبوعلي الفارسي : والتنزيل على ما قال يونس ، وهو قوله تعالى : { زَوَّجْناكها } [ الأحزاب : 37 ] ، وما قال : زَوَّجْناك بها . فأمّا الحُور ، فقال مجاهد : الحُور النساء النقيّات البياض . وقال الفراء : الحَوْراء : البيضاء من الإِبل ؛ قال : وفي " الحُور العِين " لغتان : حُور عِين ، وحِير عين ، وأنشد : @ أزمانَ عيناء سرور المسير وحَوْراء عيناء مِنَ العِين الحِير @@ وقال أبو عبيدة : الحوراء : الشديدة بياض بياض العَيْن ، الشديدة سواد سوادها . وقد بيَّنّا معنى " العِين " في [ الصافات : 48 ] . قوله تعالى : { يَدْعُونَ فيها بكل فاكهة آمِنين } فيه قولان : أحدهما : آمنين من انقطاعها في بعض الأزمنة . والثاني : آمنين من التُّخَم والأسقام والآفات . قوله تعالى : { إِلاّ المَوْتَةَ الأُولى } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنها بمعنى " سوى " ، فتقدير الكلام : لا يذوقون في الجنة الموت سوى الموتة التي ذاقوها في الدنيا ؛ ومثله : { ولا تَنْكِحوا ما نَكَحَ أباؤكم من النّساء إِلاّ ما قد سَلَف } [ النساء : 22 ] وقوله : { خالدين فيها ما دامتِ السمواتُ والأرضُ إِلاّ ما شاءَ ربُّكَ } [ هود : 107 ] أي : سوى ما شاء لهم ربُّك من الزيادة على مقدار الدنيا ، هذا قول الفراء ، والزجاج . والثاني : أن السُّعداء حين يموتون يصيرون إِلى الرَّوح والرَّيحان . وأسباب من الجنة يَرَوْنَ منازلهم منها ، وإِذا ماتوا في الدنيا ، فكأنهم ماتوا في الجنة ، لا تصالهم بأسبابها ، ومشاهدتهم إيّاها ، قاله ابن قتيبة . والثالث : أن { إلاّ } بمعنى " بَعْد " ، كما ذكرنا في أحد الوجوه في قوله : { إلاّ ما قد سَلَفَ } [ النساء : 22 ] ، وهذا قول ابن جرير . قوله تعالى : { فَضْلاً مِنْ ربِّك } أي : فعل اللهُ ذلك بهم فَضْلاً منه . { فإنَّما يَسَّرْناه } أي : سهَّلْناه ، والكناية عن القرآن { بلسانك } أي : بِلُغة العرب { لعلَّهم يَتذكَّرونَ } أي : لكي يتَّعِظوا فيُؤْمِنوا ، { فارْتَقِبْ } أي : انْتَظِرْ بهم العذاب { إِنَّهم مُرْتَقِبُونَ } هلاكك ؛ وهذه عند أكثر المفسرين منسوخة بآية السيف ، وليس بصحيح .