Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 44, Ayat: 30-42)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { من العذاب المُهينِ } يعني قتل الأبناء واستخدام النساء والتعب في أعمال فرعون ، { إنه كان عالياً } أي : جبَّاراً . { ولقد اخْتَرْناهم } يعني بني إِسرائيل { على عِلْمٍ } عَلِمه اللهُ فيهم على عالَمي زمانهم ، { وآتيناهم من الآيات } كانفراق البحر ، وتظليل الغمام ، وإِنزال المَنِّ والسَّلْوى ، إلى غير ذلك { ما فيه بلاءُ مُبِينٌ } أي : نِعمة ظاهرة . ثم رجع إلى ذِكْر كفار مكة ، فقال : { إِنَّ هؤلاء لَيَقُولون إِنْ هي إلاّ موْتَتُنا الأولى } يعنون التي تكون في الدنيا { وما نحن بمُنْشَرِين } أي : بمبعوثِين ، { فائتوا بآبائنا } أي : ابعثوهم لنا { إِن كنتم صادقين } في البعث . وهذا جهل منهم من وجهين : أحدهما : أنهم قد رأوا من الآيات ما يكفي في الدلالة ؛ فليس لهم أن يتنطّعوا . والثاني : أن الإِعادة للجزاء ؛ وذلك في الآخرة ، لا في الدنيا . ثم خوَّفهم عذابَ الأُمَم قَبْلَهم فقال : { أَهُمْ خَيْرٌ } أي : أشَدُّ وأقوى { أَمْ قََوْمُ تُبَّعٍ } ؟ ! أي : ليسوا خيراً منهم . روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ما أدري تُبَّعاً ، نبيّ ، أو غير نبيّ " وقالت عائشة : لا تسُبُّوا تُبَّعاً فإنه كان رجلاً صالحاً ، ألا ترى أن الله تعالى ذَمَّ قومَه ولم يذُمَّه . وقال وهب : أسلَم تُبَّع ولم يُسْلِم قومُه فلذلك ذُكر قومه ولم يُذكر . وذكر بعض المفسرين أنه كان يعبدُ النار ، فأسلم ودعا قومَه وهم حِمْيَر إِلى الإِسلام فكذَّبوه . فأمّا تسميته بـ { تُبَّع } فقال أبو عبيدة : كل ملِك من ملوك اليمن كان يسمّى : تُبَّعاً ، لأنه يَتْبَع صاحبَه ، فموضعُ " تُبَّع " في الجاهلية موضعُ الخليفة في الإِسلام وقال مقاتل : إنما سمِّي تُبَّعاً لكثرة أتباعه ، واسمه : مَلْكَيْكَرِب . وإِنما ذكر قوم تُبَّع ، لأنهم كانوا أقربَ في الهلاك إِلى كفار مكة من غيرهم . وما بعد هذا قد تقدم [ الأنبياء : 16 ] [ الحجر : 85 ] إِلى قوله تعالى : { إِنَّ يومَ الفَصْل } وهو يوم يَفْصِلُ اللهُ عز وجل بين العباد { ميقاتُهم } أي : ميعادهم { أجمعين } يأتيه الأوَّلون والآخِرون . { يومَ لايُغْنِي مولىً عن مولىً شيئاً } فيه قولان : أحدهما : لا يَنْفَع قريبٌ قريباً ، قاله مقاتل . وقال ابن قتيبة : لا يُغْنِي وليٌّ عن وليِّه بالقرابة أو غيرها . والثاني : لا يَنْفَع ابنُ عمٍّ ابنَ عمِّه ، قاله أبو عبيدة . { ولا هُمْ يُنْصَرون } أي ، لا يُمْنَعون من عذاب الله ، { إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللهُ } وهم المؤمنون ، فإنه يشفع بعضهم في بعض .