Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 45, Ayat: 23-31)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أفرأيتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهه هواه } قد شرحناه في [ الفرقان : 43 ] . وقال مقاتل : نزلت هذه الآية في الحارث بن قيس السهمي . قوله تعالى : { وأضَّله اللهُ على عِلْم } أي : على عِلْمه السابق فيه أنه لا يَهتدي { وخَتَم على سَمْعه } أي : طَبَع عليه فلم يَسمع الهُدى ( و ) على { قَلْبه } فلم يَعْقِل الهُدى . وقد ذكرنا الغِشاوة والخَتْم في [ البقرة : 7 ] . { فمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ } ؟ ! أي : مِنْ بَعْدِ إِضلاله إِيّاه { أفلا تَذَكَّرونَ } فتَعْرِفوا قُدرته على ما يشاء ؟ ! وما بعد [ هذا ] مفسَّر في سورة [ المؤمنون : 37 ] إلى قوله : { وما يُهْلِكُنا إِلاّ الدَّهْرُ } أي : اختلاف الليل والنهار { وما لهم بذلك مِنْ عِلْمٍ } أي : ما قالوه عن عِلْم ، إِنَّما قالوه شاكِّين فيه . ومن أجل هذا قال نبيُّنا عليه الصلاة والسلام : " لا تَسُبُّوا الدَّهْر فإنَّ الله هو الدَّهْر " ، أي : هو الذي يُهْلِككم ، لا ماتتوهَّمونه من مرور الزمان . وما بعد هذا ظاهر ، وقد تقدم بيانه [ البقرة : 28 ] [ الشورى : 7 ] إِلى قوله : { يَخْسَرُ المُبطِلونَ } يعني : المكذِّبين الكافرين أصحابَ الأباطيل ؛ والمعنى : يظهر خسرانُهم يومئذ . { وتَرَى كُلَّ أُمَّة } قال الفراء : ترى أهل كل دين { جاثيةً } قال الزجاج : أي : جالسة على الرُّكَب ، يقال : قد جثا فلان جُثُواً : إِذا جلس على ركبتيه ، ومِثْلُه : جَذا يَجْذو . والجُذُوُّ أشد استيفازاً من الجُثُوِّ ، لأن الجُذُوَّ : أن يجلس صاحبه على أطراف أصابعه . قال ابن قتيبة : والمعنى أنها غير مطمئنَّة . قوله تعالى : { كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلى كتابها } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه كتابها الذي فيه حسناتها وسيِّئاتها ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : أنه حسابها ، قاله الشعبي ، والفراء ، وابن قتيبة . والثالث : كتابها الذي أنزل على رسوله ، حكاه الماوردي . ويقال لهم : { اليومَ تُجْزَوْنَ ما كنتم تعملون } . { هذا كتابُنا } وفيه ثلاثة أقوال : أحدها : أنه كتاب الأعمال الذي تكتبه الحَفَظة ، قاله ابن السائب . والثاني : اللوح المحفوظ ، قاله مقاتل . والثالث : القرآن ، والمعنى : أنهم يقرؤنه فيَدُلُّهم ويُذكِّرُهم ، فكأنه يَنْطِق عليهم ، قاله ابن قتيبة . قوله تعالى : { إِنّا كُنّا نَسْتَنْسِخُ ما كنتم تعملون } أي : نأمر الملائكة بنسخ أعمالكم ، أي بكَتْبها وإِثباتها . وأكثر المفسرين على أن هذا الاستنساخ ، من اللوح المحفوظ ، تَسْتَنْسِخُ الملائكةُ كلَّ عامٍ ما يكون من أعمال بني آدم ، فيجدون ذلك موافقاً ما يعملونه . قالوا : والاستنساخ لا يكون إِلاّ مِنْ أصلٍ . قال الفراء : يرفع الملَكان العملَ كلَّه ، فيُثْبِتُ اللهُ منه ما فيه ثواب أو عقاب ، ويطرح منه اللَّغو . وقال الزجاج : نستنسخ ما تكتبه الحَفَظة ، ويثبت عند الله عز وجل . قوله تعالى : { في رحمته } قال مقاتل في جنَتَّه . قوله تعالى : { أَفَلَمْ تَكُنْ آياتي } فيه إضمار ، تقديره : فيقال لهم ألم تكن آياتي ، يعني آيات القرآن { تُتْلَى عليكم فاستَكْبَرتم } عن الإِيمان بها { وكنتم قَوْماً مجرِمين } ؟ ! قال ابن عباس : كافرين .