Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 26-28)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم خوف كفار مكة فقال عز وجل { ولقد مكَّنّاهم فيما إِنْ مكَّنّاكم فيه } في " إِنْ " قولان : أحدهما : أنها بمعنى " لَمْ " ، فتقديره : فيما لم نمكِّنْكم فيه ، [ قاله ابن عباس ، وابن قتيبة . وقال الفراء : هي بمنزلة " ما " في الجحد ، فتقديره : الكلام : في الذي لم نمكِّنْكم فيه ] . والثاني : أنها زائدة ؛ والمعنى فيما مكَّنّاكم فيه ، وحكاه ابن قتيبة أيضاً . ثم أخبر أنه جعل لهم آلات الفهم ، فلم يتدبَّروا بها ، ولم يتفكّروا فيما يدلُّهم على التوحيد . قال المفسرون : والمراد بالأفئدة : القلوب ؛ وهذه الآلات لم ترُدَّ عنهم عذابَ الله . ثم زاد كفَّارَ مكة في التخويف فقال : { ولقد أهْلَكْنا ما حولَكم من القُرى } كديار عاد وثمود وقوم لوط وغيرهم من الأُمم المُهْلَكة { وصرَّفْنا الآياتِ } أي : بيَّنّاها { لعلَّهم } يعني أهل القُرى { يَرجِعونَ } عن كفرهم . وهاهنا محذوف ، تقديره : فما رَجَعوا عن كفرهم . { فلولا } أي : فهلاّ { نَصَرَهم } أي : منعهم من عذاب الله { الذين اتَّخَذوا مِنْ دون اللهُ قرباناً آلهةً } ؟ ! يعني الأصنام التي تقرَّبوا بعبادتها إِلى الله على زعمهم ؛ وهذا استفهام إِنكار معناه : لم ينصروهم { بل ضَلُّوا عنهم } أي : لم ينفعوهم عند نزول العذاب { وذلك } يعني دعاءَهم الآلهةَ { إِفكُهم } أي : كذبهم . وقرأ سعد بن أبي وقاص ، وابن يعمر ، وأبو عمران : { وذلك أفَّكَهم } بفتح الهمزة وقصرها وفتح الفاء وتشديدها ونصب الكاف . وقرأ أًبيُّ بن كعب ، وابن عباس ، وأبو رزين ، والشعبي ، وأبو العالية ، والجحدري : " أفَكَهم " بفتح الهمزة وقصرها ونصب الكاف والفاء [ وتخفيفها ] . قال ابن جرير : أي أضلَّهم . وقال الزجاج : معناها : صَرَفهم عن الحق فجعلهم ضُلاّلاً . وقرأ ابن مسعود ، وأبو المتوكل : { آفِكُهم } بفتح الهمزة ومدِّها وكسر الفاء وتخفيفها ورفع الكاف ، أي مُضِلُّهم .