Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 25-26)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { هُمُ الذين كفَروا } يعني أهل مكة { وصدًّوكم عن المسجد الحرام } أن تطوفوا به وتحلّوا من عُمرتكم { والهَدْيَ } قال الزَّجاج : أي : وصدُّوا الهدي { معكوفاً } أي : محبوساً { أن يبلُغَ } أي : عن أن يبلُغَ { مَحِلَّه } قال المفسرون : " مَحِلّه " مَنْحَره ، وهو حيث يَحِلُّ نَحْرُه { ولولا رجالٌ مؤمِنون ونساءٌ مؤمنات } وهم المستَضعفون بمكة { لم تَعْلَموهم } أي : لم تعرفوهم { أن تطؤُوهم } بالقتل . ومعنى الآية : لولا أن تطؤوا رجالاً مؤمنين ونساءٌ مؤمنات بالقتل ، وُتوقِعوا بهم ولا تعرفونهم ، { فتُصيبَكم منهم مَعَرَّةٌ } وفيها أربعة أقوال . أحدهما : إِثم ، قاله ابن زيد . والثاني : غُرم الدِّيَة ، قاله ابن إِسحاق . والثالث : كفّارة قتل الخطأ ، قاله ابن السائب . والرابع : عيب بقتل مَنْ هو على دينكم ، حكاه جماعة من المفسرين . وفي الآية محذوف ، تقديره : لأدخلتُكم من عامكم هذا ؛ وإنما حُلْتُ بينكم وبينهم { لِيُدْخِلَ اللهُ في رحمته } أي : في دينه { من يشاء } من أهل مكة ، وهم الذين أسلموا بعد الصُّلح { لو تزيَّلوا } قال ابن عباس : لو تفرَّقوا . وقال ابن قتيبة ، والزجاج : لو تميَّزوا . قال المفسرون : لو انماز المؤمنون من المشركين { لعذَّبْنا الذين كفروا } بالقتل والسَّبْي بأيديكم . وقال قوم : لو تزيَّل المؤمنون من أصلاب الكُفّار لعذَّبْنا الكفار . وقال بعضهم : قوله : " لعذَّبْنا " جواب لكلامين . أحدهما : " لولا رجال " ، والثاني : " لو تزيَّلوا " وقوله { إِذ جَعَل } من صلة قوله { لعذَّبْنا } . والحميَّة : الأنَفَة والجَبَريَّة . قال المفسرون : وإنما أخذتهم الحمية حين أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول مكة ، فقالوا : يدخلون علينا [ وقد قتلوا ] أبناءنا وإِخواننا فتتحدَّث العربُ بذلك ! واللهِ لا يكون ذلك ، { فأنْزَلَ اللهُ سكينته على رسوله وعلى المؤمنين } فلم يَدخُلْهم ما دخل أولئك فيخالفوا الله في قتالهم . وقيل : الحميَّةُ ما تداخل سهيلَ بن عمرو من الأنَفَة أن يكتُب في كتاب الصُّلح ذِكْر " الرحمن الرحيم " وذِكْر " رسول الله " صلى الله عليه وسلم . قوله تعالى : { وألزَمَهم كَلِمةَ التَّقوى } فيه خمسة أقوال . أحدهما : " لا اله إلا الله " ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي ، وابن زيد في آخرين ، وقد روي مرفوعاً إِلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فعلى هذا يكون معنى : " ألزَمَهم " : حَكَمَ لهم بها ، وهي التي تَنفي الشِّرك . والثاني : " لا إِله إلا الله والله أكبر " ، قاله ابن عمر . وعن علي بن أبي طالب كالقولين . والثالث : " لا إِله إِلا الله وحده لا شريك له له المُلك وله الحمد وهو على كل شيء قدير " ، قاله عطاء بن أبي رباح . والرابع : " لا ِإله إِلا الله محمد رسول الله " ، قاله عطاء الخراساني . والخامس : " بسم الله الرحمن الرحيم " ، قاله الزهري . فعلى هذا يكون المعنى : أنه لمّا أبى المشركون أن يكتُبوا هذا في كتاب الصُّلح ، ألزمه اللهُ المؤمنين . { وكانوا أحقَّ بها } من المشركين { و } كانوا { أهلَها } في عِلْم الله تعالى .