Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 9-10)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وإِنْ طائفتان … } الآية ، في سبب نزولها قولان . أحدهما : ما روى البخاري ومسلم في " الصحيحين " من حديث أنس بن مالك قال : قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : لو أتيتَ عبدَ الله ابن أُبيٍّ ، فركب حماراً وانطلق معه المسلمون يمشون ، فلمّا أتاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم قال : إِليكَ عنِّي ، فوالله لقد آذاني نتن حمارك . فقال رجل من الأنصار : واللهِ لحمارُ رسولِ الله أطيبُ ريحاُ منك ، فغضب لعبد الله رجلٌ من قومه ، وغضب لكل واحد منهما أصحابُه فكان بينهم ضربٌ بالجريد والأيدي والنِّعال ، فبلغَنا أنه أُنزلت فيهم { وإِن طائفتان … } الآية . وقد أخرجا جميعاً من حديث أسامة ابن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يعود سعد بن عبادة ، فمرَّ بمجلس فيهم عبدُ الله بن أُبيّ ، وعبدُ الله بن رواحة ، فخمَّر ابنُ أُبيّ وجهه بردائه ، وقال : لا تغبِّروا علينا . فذكر الحديث ، وأن المسلمين والمشركين واليهود استَبُّوا . وقد ذكرت الحديث بطوله في " المغني " و " الحدائق " . وقال مقاتل : وقف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على الأنصار وهو على حمار له ، فبال الحمار ، فقال عبد الله بن أُبيٍّ : أف ، وأمسك على أنفه . فقال عبد الله بن رواحة : واللهِ لَهُوَ أطيبُ ريحاً منك ، فكان بين قوم ابن أُبيُّ وابن رواحة ضرب بالنِّعال والأيدي والسَّعَف ، ونزلت هذه الآية . والقول الثاني : أنها نزلت في رجلين من الأنصار كانت بينهما مُماراة في حقِّ بينهما ، فقال أحدهما : لآخذنَّ حقي عَنوة ، وذلك لكثرة عشيرته ، ودعاه الآخر ليحاكمه إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يزل الأمر بينهما حتى تناول بعضهم بعضاً بالأيدي والنعال ، قاله قتادة . وقال مجاهد : المراد بالطائفتين : الأوس والخزرج ؛ اقتتلوا بالعصي بينهم . وقرأ أُبيُّ بن كعب ، وابن مسعود ، وأبو عمران الجوني : " اقتتلا " على فعل اثنين مذكَّرين . وقرأ أبو المتوكل الناجي ، وأبو الجون ، وابن أبي عبلة { اقتتلتا } بتاء وألف بعد اللام على فعل اثنين مؤنثتين . وقال الحسن وقتادة والسدي { فأصلِحوا بينهما } بالدعاء إِلى حكم كتاب الله عز وجل والرضى بما فيه لهما وعليها { فإن بغت إِحداهما } طلبت ما ليس لها ، ولم ترجع إَلى الصلح ، { فقاتِلوا التي تبغي حتى تفيءَ } أي : تَرْجِع { إِلى أمر الله } أي : إِلى طاعته في الصلح الذي أمر به . قوله تعالى : { وأَقسِطوا } أي : اعدلوا في الإِصلاح بينهما . قوله تعالى : { إِنما المؤمنون إِخوة } قال الزجاج : إِذا كانوا متفقين في دينهم رجَعوا باتفاقهم إِلى أصل النسب ، لأنهم لآدم وحواءَ ، فإذا اختلفت أديانهم افترقوا في النسب . قوله تعالى : { فأصِلحوا بين أخويكم } قرأ الأكثرون " بين أخويكم " بياء على التثنية . وقرأ أُبيُّ بن كعب ، ومعاوية ، وسعيد بن المسيب ، وابن جبير ، [ وقتادة ] ، وأبو العالية ، وابن يعمر ، وابن أبي عبلة ، ويعقوب : " بين إِخوتكم " بتاء مع كسر الهمزة على الجمع . وقرأ علي بن أبي طالب ، وأبو رزين ، وأبو عبد الرحمن السلمي ، والحسن ، والشعبي ، وابن سيرين : " بين إخوانكم " بالنون وألف قبلها . قال قتادة : ويعني بذلك الأوس والخزرج .