Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 49, Ayat: 6-8)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إِن جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيَّنوا } نزلت في الوليد بن عقبة ، بعثه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إِلى بني المصطلق ليِقَبْضِ صدقاتهم ، وقد كانت بينه وبينهم عداوة في الجاهلية ، فسار بعضَ الطريق ، ثم خاف فرجع فقال : إِنهم قد منعوا الصدقة وأرادوا قتلي ، فصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم البَعْثَ إِليهم ، فنزلت هذه الآية . وقد ذكرتُ القصد في كتاب " المُغني " وفي " الحدائق " مستوفاة ، وذكرتُ معنى { فتبيَّنوا } في سورة [ النساء : 94 ] ، والنَّبأ : الخبر ، و " أنْ " بمعنى " لئلاً " ، والجهالة هاهنا : أن يجهل حال القوم ، { فتُصْبِحوا على ما فَعَلْتم } من إِصابتهم بالخطأِ { نادمين } . ثم خوَّفهم فقال : { واعْلَموا أن فيكم رسولَ اللهَ } أي : إِن كَذَبتموه أَخبره اللهُ فافتُضِحْتُم ، ثم قال : { لو يُطِيعُكم في كثيرٍ من الأمر } أي : ممّا تخبرونه فيه بالباطل { لَعَنِتُّم } أي : لَوَقَعْتُم في عَنََتٍ . قال ابن قتيبة : وهو الضَّرر والفساد . وقال غيره : هو الإِثم والهلاك وذلك أن المسلمين لمّا سَمِعوا أن أولئك القوم قد كَفَروا قالوا : ابْعَثْ إِليهم يا رسولَ الله واغْزُهم واقْتُلهم ؛ ثم خاطب المؤمنين فقال : { ولكنَّ الله حَبَّب إِليكم الإِيمان } إِلى قوله : { والعِصيانَ } ، ثم عاد إِلى الخبر عنهم فقال : { أولئك هم الرّاشدون } أي : المهتدون إِلى محاسن الأُمور ، { فَضْلاً من الله } قال الزجاج : المعنى : ففعل بكم ذلك فضلاً ، أي : للفضل والنّعمة .