Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 109-109)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يوم يجمع الله الرسل } قال الزجاج : نصب « يوم » محمول على قوله : « واتقوا الله » : واتقوا يوم جمعة للرسل . ومعنى مسألته للرسل توبيخ الذين أُرسلوا إِليهم . فأما قول الرسل : { لا علم لنا } ففيه ستة أقوال . أحدها : أنهم طاشت عقولهم حين زفرت جهنم ، فقالوا : { لا علم لنا } ثم تُرَدُّ إِليهم عقولُهم ، فينطلقون بحجتهم ، رواه أبو الضحى عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، ومجاهد ، والسدي . والثاني : أن المعنى : { لا علم لنا } إِلاّ علمٌ أنت أعلم به منا ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أن المراد بقوله : { ماذا أُجبتم } : ماذا عملوا بعدكم ، وأحدثوا ، فيقولون : { لا علم لنا } قاله ابن جريج ، وفيه بُعْد . والرابع : أن المعنى : { لا علم لنا } مع علمك ، لأنك تعلم الغيب ، ذكره الزجاج . والخامس : أن المعنى : { لا علم لنا } كعلمك ، إِذ كنت تعلم ما أظهر القوم وما أضمروا ، ونحن نعلم ما أظهروا ، ولا نعلم ما أضمروا ، فعلمك فيهم أنفذ من علمنا ، هذا اختيار بن الأنباري . والسادس : { لا علم لنا } بجميع أفعالهم إِذ كنا نعلم بعضها وقت حياتنا ، ولا نعلم ما كان بعد وفاتنا ، وإِنما يستحق الجزاء بما تقع به الخاتمة ، حكاه ابن الأنباري . قال المفسرون : إِذا ردَّ الأنبياء العلم إِلى الله أُبْلِسَتِ الأممُ ، وعلمت أن ما أتته في الدنيا غير غائب عنه ، وأن الكل لا يخرجون عن قبضته . قوله تعالى : { علام الغيوب } قال الخطابي : العلاَّم : بمنزلة العليم ، وبناء « فعَّال » بناء التكثير ، فأما « الغيوب » فجمع غيب ، وهو ما غاب عنك .