Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 19-19)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا } سبب نزولها : أن معاذ بن جبل ، وسعد بن عبادة ، وعقبة بن وهب ، قالوا : يا معشر اليهود اتقوا الله ، والله إِنكم لتعلمون أنه رسول الله ، كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه ، وتصفونه بصفته . فقال وهب بن يهوذا ، ورافع : ما قلنا هذا لكم ، وما أنزل الله بعد موسى من كتاب ، ولا أرسل رسولاً بشيراً ولا نذيراً [ بعده ] ، فنزلت هذه الآية ، قاله ابن عباس . فأما « الفترة » فأصلها السكون ، يقال : فتر الشيء يَفتر فتوراً : إِذا سكنت حدّته ، وانقطع عما كان عليه ، والطرف الفاتر : الذي ليس بحديد . والفتور : الضعف . وفي مدّة الفترة بين عيسى ومحمد عليهما السلام أربعة أقوال . أحدها : أنه كان بين عيسى ومحمد عليهم السلام ستمائة سنة ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال سلمان الفارسي ، ومقاتل . والثاني : خمسمائة سنة وستون سنة ، قاله قتادة . والثالث : أربع مائة وبضع وثلاثون سنة ، قاله الضحاك . والرابع : خمسمائة سنة وأربعون سنة ، قاله ابن السائب . وقال أبو صالح عن ابن عباس { على فترة من الرُسل } أي : انقطاع منهم ، قال : وكان بين ميلاد عيسى ، وميلاد محمد صلى الله عليه وسلم خمسمائة سنة وتسعة وتسعون سنة ، وهي فترة . وكان بعد عيسى أربعة من الرسل ، فذلك قوله { إِذا أرسلنا إِليهم اثنين فكذبوهما فعزَّزنا بثالث } [ يس : 14 ] . قال : والرابع لا أدري من هو . وكان بين تلك السنين مائة سنة ، وأربع وثلاثون نبوّة وسائِرها فترة . قال أبو سليمان الدمشقي : والرابع والله أعلم خالد بن سنان الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم " نبيٌ ضيَّعه قومُه " . قوله تعالى : { أن تقولوا } قال الفراء : كي لا تقولوا : [ ما جاءنا من بشير ] ، مثل قوله : { يُبين الله لكم أن تضلوا } [ النساء : 176 ] . وقال غيره : لئلا تقولوا ، وقيل : كراهة أن تقولوا .