Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 21-21)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا قوم ادخلوا } وقرأ ابن محيصن : يا قومُ ، بضم الميم ، وكذلك { يا قوم اذكروا نعمة } { يا قوم اعبدوا } [ الأعراف : 59 ] . وفي معنى « المقدّسة » قولان . أحدهما : المطهرة ، قاله ابن عباس ، والزجاج . قال : وقيل للسطل : القَدَس ، لأنهُ يتطهّر منه ، وسُمّي بيت المقدس ، لأنه يتطهر فيه من الذنوب . وقيل : سمّاها مقدّسة ، لأنها طهرت من الشرك ، وجعلت مسكناً للأنبياء والمؤمنين . والثاني : أن المقدَّسة : المباركة ، قاله مجاهد . وفي المراد بتلك الأرض أربعة أقوال . أحدها : أنها أريحا ، رواه عكرمة عن ابن عباس ، وبه قال السدي ، وابن زيد . قال السدي : أريحا : هي أرض بيت المقدس . وروي عن الضحاك أنه قال : المراد بهذه الأرض إيلياء وبيت المقدس . قال ابن قتيبة : وقرأت في مناجاة موسى أنه قال : اللهم إِنَّك اخترت من الأنعام الضائنة ، ومن الطير الحمامة ، ومن البيوت بكة وإِيلياء ، ومن إِيلياء بيت المقدس . فهذا يدل على أن إِيلياء الأرض التي فيها بيت المقدس . وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي أن إِيلياء بيت المقدس ، وهو معرَّب . قال الفرزدق : @ وبيتانِ بَيْتُ الله نحْنُ وُلاتُهُ وبَيْتٌ بأعلى إِيلياء مُشرَّفُ @@ والقول الثاني : أنها الطور وما حوله ، رواه مجاهد عن ابن عباس وقال به . والثالث : أنها دمشق وفلسطين وبعض الأردُن ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والرابع : أنها الشام كلها ، قاله قتادة . وفي قوله تعالى : { التي كتب الله لكم } ثلاثة أقوال . أحدها : أنه بمعنى أمرَكم وفرض عليكم دخولها ، قاله ابن عباس ، والسدي . والثاني : أنه بمعنى : وهبها الله لكم ، قاله محمد بن إِسحاق . وقال ابن قتيبة : جعلها لكم . والثالث : كتب في اللوح المحفوظ أنها مساكنكم . فإن قيل : كيف ؟ قال : فإنها محرمة عليهم ، وقد كتبها لهم ؟ فعنه جوابان . أحدهما : أنه إِنما جعلها لهم بشرط الطاعة ، فلما عصَوْا حرَّمها عليهم . والثاني : أنه كتبها لبني إِسرائيل ، وإِليهم صارت ، ولم يعنِ موسى أن الله كتبها للذين أُمِرُوا بدخولها بأعيانهم . قال ابن جرير : ويجوز أن يكون الكلام خرج مخرج العموم ، وأُريد به الخصوص ، فتكون مكتوبة لبعضهم ، وقد دخلها يوشع ، وكالب . قوله تعالى : { ولا ترتدوا على أدباركم } فيه قولان . أحدهما : لا ترجعوا عن أمر الله إِلى معصيته . والثاني : لا ترجعوا إِلى الشرك به .