Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 27-27)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { واتل عليهم نبأ ابنيْ آدم بالحق } النبأ : الخبر . وفي ابنيْ آدم قولان . أحدهما : أنهما ابناه لِصُلبه ، وهما قابيل وهابيل ، قاله ابن عمر ، وابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة . والثاني : أنهما أخوان من بني إِسرائيل ، ولم يكونا ابنيْ آدم لصلبه ، هذا قول الحسن ، والعلماء على الأول ، وهو أصح ، لقوله { ليُريَه كيف يواري سوأة أخيه } [ المائدة : 31 ] . ولو كان من بني إِسرائيل ، لكان قد عرف الدفن ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنه : " إِنه أول من سن القتل " وقوله تعالى : { بالحق } أي : كما كان . والقربان : فعلان من القرب ، وقد ذكرناه في { آل عمران } . وفي السبب الذي قربا لأجله قولان . أحدهما : أن آدم عليه السلام كان قد نُهِي أن يُنْكِحَ المرأة أخاها الذي هو توأمها ، وأُجيز له أن يُنكحها غيره من إِخوتها ، وكان يولد له في كل بطن ذكر وأُنثى ، فولدت له ابنة وسيمة ، وأخرى دميمة ، فقال أخو الدميمة لأخي الوسيمة : أنكحني أُختك ، وأُنكحك أُختى ، فقال أخو الوسيمة : أنا أحق بأختي ، وكان أخو الوسيمة صاحب حرث ، وأخو الدميمة صاحب غنم ، فقال : هلمَّ فلنقرّب قرباناً ، فأينا تُقُبِّل قربانُه فهو أحقُّ بها ، فجاء صاحب الغنم بكبش أبيض أعين أقرن ، وجاء صاحب الحرث بصُبْرَةٍ من طعام ، فتُقُبِّل الكبش ، فخزنه الله في الجنة أربعين خريفاً ، فهو الذي ذبحه إِبراهيم ، فقتله صاحب الحرث ، فوَلَدُ آدم كلهم من ذلك الكافر ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني : أنهما قرّباه من غير سبب . روى العوفي عن ابن عباس أن ابنيْ آدم كانا قاعدَين يوماً ، فقالا : لو قرّبنا قرباناً ، فجاء صاحب الغنم بخير غنمه وأسمنها ، وجاء الآخر ببعض زرعه ، فنزلت النار ، فأكلت الشاة ، وتركت الزرع ، فقال لأخيه : أتمشي في الناس وقد علموا أن قربانك تُقُبِّل ، وأنك خيٌر مني لأقتلنَّك . واختلفوا هل قابيل وأُخته وُلدا قبل هابيل وأُخته ، أم بعدهما ؟ على قولين ، وهل كان قابيل كافراً أو فاسقاً غير كافر ؟ فيه قولان . وفي سبب قبول قربان هابيل قولان . أحدهما : أنه كان أتقى لله من قابيل . والثاني : أنه تقرّب بخيار ماله ، وتقرب قابيل بشرِّ ماله ، وهل كان قربانهما بأمر آدم ، أم من قِبل أنفسهما ؟ فيه قولان . أحدهما : أنه كان وآدم قد ذهب إِلى زيارة البيت . والثاني : أن آدم أمرهما بذلك . وهل قُتل هابيل بعد تزويج أُخت قابيل ، أم لا ؟ فيه قولان . أحدهما : أنه قتله قبل ذلك لئلا يصل إِليها . والثاني : أنه قتله بعد نكاحها . قوله تعالى : { قال لأقتلنك } وروى زيد عن يعقوب : « لأقتلنْك » بسكون النون وتخفيفها . والقائل : هو الذي لم يُتقبَّل منه . قال الفراء : إِنما حذف ذكره ، لأن المعنى يدل عليه ، ومثل ذلك في الكلام أن تقول : إِذا رأيت الظالم والمظلوم أعنت ، وإِذا اجتمع السفيه والحليم حُمِد ، وإِنما كان ذلك ، لأن المعنى لا يشكل ، فلو قلت : مرّ بي رجلٌ وامرأةٌ ، فأعنتُ ، وأنت تريد أحدهما ، لم يجز ، لأنه ليس هناك علامة تدل على مُرادِك . وفي المراد بالمتقين قولان . أحدهما : أنهم الذين يتقون المعاصي ، قاله ابن عباس . والثاني : أنهم الذين يتقون الشرك ، قاله الضحاك .