Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 91-92)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { إِنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر } أما « الخمر » فوقوع العداوة والبغضاء فيها على نحو ما ذكرنا في سبب نزول الآية من القتال والمماراة . وأما الميسر ، فقال قتادة : كان الرجل يقامر على أهله وماله ، فيُقمَرُ ويبقى حزيناً سليباً ، فينظر إِلى ماله في يد غيره ، فيكسبه ذلك العداوة والبغضاء . قوله تعالى : { فهل أنتم منتهون } فيه قولان . أحدهما : أنه لفظ استفهام ، ومعناه : الأمر . تقديره : انتهوا . قال الفراء : ردّد علي أعرابيٌ هل أنت ساكتٌ ، هل أنت ساكت ؟ وهو يريد : اسكت اسكت . والثاني : أنه استفهام ، لا بمعنى : الأمر . ذكر شيخنا علي بن عبيد الله أن جماعة كانوا يشربون الخمر بعدَ هذه الآية ، ويقولون : لم يحرّمها ، إِنما قال : { فهل أنتم منتهون } فقال بعضنا : انتهينا ، وقال بعضنا لم ننته ، فلما نزلت { قل إِنما حرّم ربِّيَ الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإِثم } [ الأعراف : 33 ] حُرّمت ، لأن « الإِثم » اسمٌ للخمر . وهذا القول ليس بشيء ، والأوّل أصح . قوله تعالى : { وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول } فيما أمَرَاكم ، واحذروا خلافهما { فإن توليتم } أي : أعرضتم ، { فاعلموا أنما على رسولنا } محمد { البلاغ المبين } وهذا وعيدٌ لهم ، كأنه قال : فاعلموا أنكم قد استحققتم العذاب لتوليكم .