Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 1-5)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ق } قرأ الجمهور : بإسكان الفاء . وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي ، وأبو المتوكل ، وأبو رجاء ، وأبو الجوزاء ، « قافَ » بنصب الفاء . وقرأ أبو رزين ، وقتادة ، « قافُ » برفع الفاء . وقرأ الحسن ، وأبو عمران ، « قافِ » بكسر الفاء . وفي « قۤ » خمسة أقوال . أحدها : أنه قسم أقسم اللهُ به ، وهو من أسمائه ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثاني : أنه جبل من زَبَرْجَدة خضراء ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . وروى عكرمة عن ابن عباس قال : خَلَقَ اللهُ جبلاً يقال له « قۤ » محيط بالعالم ، وعروقه إلى الصخرة التي عليها الأرض ، فإذا أراد اللهُ عز وجل أن يزلزل قرية ، أمر ذلك الجبل فحرَّك العرق الذي يلي تلك القرية . وقال مجاهد : هو جبل محيط بالأرض . وروي عن الضحاك أنه من زمردة خضراء ، وعليه كَنَفَا السماء ، وخُضرة السماء منه . والثالث : أنه جبل من نار في النار ، قاله الضحاك في رواية عنه عن ابن عباس . والرابع : أنه اسم من أسماء القرآن ، قاله قتادة . والخامس : أنه حرف من كلمة . ثم فيه خمسة أقوال . أحدها : أنه افتتاح اسمه « قدير » ، قاله أبو العالية . والثاني : أنه افتتاح أسمائه : القدير ، والقاهر ، والقريب ، ونحو ذلك . قاله القرظي . والثالث : أنه افتتاح « قُضي الأمرُ » ، وأنشدوا : @ قُلنا لها قِفِي فقالتْ قافْ @@ معناه : أقف ، فاكتفت بالقاف من « أقف » ، حكاه جماعة منهم الزجاج . والرابع : قف عند أمرنا ونهينا ، ولا تَعْدُهُما ، قاله أبو بكر الورّاق . والخامس : قُلْ يا محمد ، حكاه الثعلبي . قوله تعالى : { والقرآنِ المَجيدِ } قال ابن عباس ، وابن جبير : المَجيد : الكريم . وفي جواب هذا القسم أربعة أقوال . أحدها : أنه مُضمر ، تقديره : لَيُبْعَثُنَّ بَعْدَ الموت . قاله الفراء ، وابن قتيبة ، ويدُلُّ عليه قولُ الكفار : { هذا شيءٌ عجيبٌ } . والثاني : أنه قوله : { قد عَلِمْنا ما تَنْقُص الأرضُ منهم } ، فيكون المعنى : [ قاف ] والقرآنِ المجيدِ لقد عَلِمْنا ، فحُذفت اللاّمُ لأنّ ما قبْلَها عِوَضٌ منها ، كقوله : { والشَّمسِ وضُحَاها … قد أفلح } [ الشمس : 1 - 9 ] أي : لقد أفلح ، أجاز هذا القول الزجاج . والثالث : أنه قوله : { ما يَلْفِظُ من قول } ، حكي عن الأخفش . والرابع : أنه في سورة أُخرى ، حكاه أبو سليمان الدمشقي ، ولم يبيِّن في أي سورة . قوله تعالى : { بَلْ عَجِبوا } مفسَّر في [ ص : 4 ] إلى قوله : { شيءٌ عجيبٌ } أي : مُعْجِبٌ . { أئذا مِتْنا } قال الأخفش : هذا الكلام على جواب ، كأنه قيل لهم : إنكم ترجعون ، فقالوا : أئذا متنا وكنا ترابا ؟ وقال غيره : تقدير الكلام : ق والقرآنِ لَيُبْعَثُنَّ ، فقال : أئذا متنا وكنا تراباً ؛ والمعنى : أنُبْعَث إذا كنا كذلك ؟ ! وقال ابن جرير : لمّا تعجَّبوا من وعيد الله على تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم فقالوا : هذا شيء عجيب ، كان كأنه قال لهم : ستعلمون إذا بُعثتم ما يكون حالُكم في تكذيبكم محمداً ، فقالوا : أئذا متنا وكنا ترابا ؟ ! قوله تعالى : { ذلك رَجْعٌ } أي : ردٌّ إلى الحياة { بعيدٌ } قال ابن قتيبة : أيْ : لا يكون . { قد عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الأرضُ منهم } أي : ما تأكل من لحومهم ودمائهم وأشعارهم إذا ماتوا ، يعني أن ذلك لا يَعْزُب عن عِلْمه { وعندنا } مع عِلْمنا بذلك { كتابٌ حفيظٌ } أي : حافظ لعددهم وأسمائهم ، ولِما تَنْقُص الأرضُ منهم ، وهو اللوح المحفوظ قد أُثبت فيه ما يكون . { بل كذَّبوا بالحق } وهو القرآن . والمَريج : المختلِط قال ابن قتيبة : يقال : مَرِج [ أمرُ ] الناس ، ومَرِج الدِّينُ . وأصل هذا أن يَقْلَق الشيء ، ولا يستقر ، يقال : مَرِج الخاتم في يدي ، إذا قلق ، للهُزَال . قال المفسرون : ومعنى اختلاط أمرهم : أنهم كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم : مَرَّة : ساحر ، ومرة شاعر ، ومرة مُعَلمَّ ، ويقولون للقرآن مرة : سحر ، ومرة : مُفْتَرى ، ومرة : رَجَز ، فكان أمرُهم ملتبساً مختلطاً عليهم .