Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 50, Ayat: 6-15)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

ثم دلـَّهم على قُدرته على البعث بقوله : { أفلم ينظُروا إلى السماء فوقَهم كيف بنيناها } بغير عمد { وزيَّنَّاها } بالكواكب { وما لها من فُروج } أي : من صُدوع وشُقوق . والزَّوج : الجنس . والبهيج : الحَسَن ، قاله أبو عبيدة ، وقال ابن قتيبة : البهيج : الذي يُبْتَهَج به . قوله تعالى : { تَبْصِرَةً وذكرى لكل عبد منيب } قال الزجاج : أي : فَعَلنا ذلك لِنُبَصِّر ونَدُلَّ على القُدرة . والمُنيب : الذي يَرْجِع إلى الله ويفكـِّر في قُدرته . قوله تعالى : { ونزَّلنْا من السماء ماء } وهو المطر { مُبارَكاً } أي : كثير الخير ، فيه حياة كل شيء { فأنْبَتْنا به جَنَّاتٍ } وهي البساتين { وحَبَّ الحَصِيدِ } أراد : الحَبَّ الحَصيدَ ، فأضافه إلى نَفْسه ، كقوله : { لَهُوَ حَقُّ اليَقِينِ } [ الواقعة : 95 ] وقوله : { مِنْ حَبْلِ الوَريدِ } [ ق : 16 ] فالحَبْلُ هو الوَريد ، وكما يقال : صلاةُ الأُولى ، يراد : الصلاةُ الأُولى ، ويقال : مسجدُ الجامع ، يراد : المسجدُ الجامعُ ، وإنما تضاف هذه الأشياء إلى أنفسها لاختلاف لفظ اسمها ، وهذا قول الفراء ، وابن قتيبة . وقال غيرهما : أراد حَبَّ النّبتِ الحَصيدِ { والنَّخْلَ } أي : وأنْبَتْنا النخل { باسقاتٍ } و « بُسوقها » طُولها . قال ابن قتيبة : يقال : بَسقَ الشيءُ يَبْسُقُ بُسوقاً : إذا طال ، والنَّضيد : المنضود بعضُه فوق بعض ، وذلك قبل أن يتفتَّح ، فاذا انشقَّ جُفُّ طلْعه وتفرَّق فليس بنضيدٍ . قوله تعالى : { زِرْقاً للعِبادِ } أي : أنْبَتْنا هذه الأشياء للرِّزق { وأَحْيَيْنا به } أي : بالمطر { بَلْدَةً مَيْتاً كذلك الخروجُ } من القُبور . ثم ذكر الأُمم المكذِّبة بما بعد هذا . وقد سبق بيانه إلى قوله : { فحَقَّ وَعيدِ } أي : وجب عليهم عذابي . { أفعَيِينا بالخَلْقِ الأَوَّلِ } هذا جواب لقولهم : ذلك رَجْعٌ بَعيدٌ . والمعنى : أعَجَزْنا عن ابتداء الخَلْق ، وهو الخَلْق الأَوَّل ، فنعيا بالبعث وهو الخلق الثاني ؟ ! وهذا تقرير لهم ، لأنهم اعترفوا أنه الخالق ، وأنكروا البعث { بل هم في لَبْسٍ } أي : في شَكٍّ { مِنْ خَلْقٍ جديدٍ } وهو البعث .