Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 50, Ayat: 41-45)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { واسْتَمِعْ يومَ يُنادي المُنادي } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، « ينادي المُنادي » بياء في الوصل . ووقف ابن كثير بياءٍ ، ووقف نافع وأبو عمرو بغير ياءٍ . ووقف الباقون ووصلوا بياءٍ . قال أبو سليمان الدمشقي : المعنى : واستمع حديث يوم ينادي المنادي . قال المفسرون : والمنادي إسرافيل ، يقف على صخرة بيت المقدس فينادي : يا أيها الناس هلُمُّوا إلى الحساب ، إن الله يأمركم أن تجتمعوا لفصل القضاء ؛ وهذه هي النفخة الأخيرة . والمكان القريب صخرة بيت المقدس . قال كعب ومقاتل : هي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً وقال ابن السائب : باثني عشر ميلاً قال الزجاج : ويقال : إن تلك الصخرة في وسط الأرض . قوله تعالى : { يومَ يَسْمَعونَ الصَّيحة } وهي [ هذه ] النَّفخة الثانية { بالحَقِّ } ، أي : بالبعث الذي لا شكَّ فيه { ذلك يومُ الخُروج } من القبور . { إنا نحنُ نُحيي ونُميتُ } أي : نُميت في الدنيا ونُحيي للبعث { وإلينا المَصيرُ } بعد البعث ، وهو قوله { يوم تَشَقَّقُ الأرضُ عنهم } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وابن عامر ، « تَشَّقَّقُ » بتشديد الشين ؛ وقرأ الباقون بتخفيفها { سراعاً } أي : فيخرجون منها سِراعاً ، { ذلك حَشْرٌ علينا يَسيرٌ } أي هَيِّنٌ . ثم عزَّى نبيَّه فقال : { نحنُ أعلمُ بما يقولون } في تكذيبك ، يعني كفار مكة { وما أنتَ عليهم بجَبَّارٍ } قال ابن عباس : لم تبعث لتجبرَهم على الاسلام إنما بُعثتَ مذكِّراً ، وذلك قبل أن يؤمَر بقتالهم ؛ وأنكر الفراء هذا القول فقال : العرب لا تقول « فَعَّال من أفْعَلتُ » لا يقولون « خَرَّاج » يريدون « مُخْرِج » ولا « دخَّال » يريدون « مُدْخِل » ، إنما يقولون : « فَعَّال » من « فَعَلْتُ » ، وإنما الجَبَّار هنا في موضع السلطان من الجبرية ، وقد قالت العرب في حرف واحد : « دَرَّاك » من « أدْرَكْتُ » ، وهو شاذ ، فإن جعل هذا على هذه الكلمة فهو وجه . وقال ابن قتيبة : { بجبَّار } أي : بمسلَّط ، والجبَّار : الملِك ، سمِّي بذلك لِتَجَبُّره ، يقول : لستَ عليهم بملِك مُسَلَّط . قال اليزيدي : لستَ بمسلَّط فتَقْهَرهم على الإسلام ، وقال مقاتل : لِتَقْتُلَهم . وذكر المفسرون أن قوله : { وما أنت عليهم بجبَّار } منسوخ بآية السيف . قوله تعالى : { فذكِّر بالقرآن } أي : فَعِظْ به { مَنْ يَخافُ وَعيدِ } [ وقرأ يعقوب : « وعيدي » بياءٍ في الحالين ] ، أي : ما أَوعدتُ مَنْ عَصاني من العذاب .