Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 21-28)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وأَتبعْناهم ذُرِّياتِهم } قرأ ابن كثير ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي : « واتَّبعْتهم » بالتاء « ذُرِّيَّتُهم » واحدة { بهم ذُرِّيَّتَهم } واحدة أيضاً . وقرأ نافع : « واتَّبعتْهم ذُرِّيَّتُهم » واحدة « بهم ذُرِّيَّاتِهم » جمعاً . وقرأ ابن عامر « وأَتْبعْناهم ذُرِّيَّاتِهم » « بهم ذُرِّيّاتِهم » جمعاً في الموضعين . واختلفوا في تفسيرها على ثلاثة أقوال . أحدها : أن معناها : واتَّبعتهم ذريتُهم بإيمان ألحقنا بهم [ ذرياتهم ] من المؤمنين في الجنة ، وإن كانوا لم يبلُغوا أعمال آبائهم ، تكرمةً من الله تعالى لآبائهم المؤمنين باجتماع أولادهم معهم ، روى هذا المعنى سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني : واتَّبعتهم ذريتُهم بإيمان ، أي : بلغت أن آمنتْ ، ألحقنا بهم ذُرِّيَّتهم الصِّغار الذين لم يبلُغوا الإيمان . وروى هذا المعنى العوفي عن ابن عباس ، وبه قال الضحاك . ومعنى هذا القول : أن أولادهم الكبار تبعوهم بإيمان منهم ، وأولادهم الصغار تبعوهم بإيمان الآباء ، [ لأن الولد يُحكم له بالإسلام تبعاً لوالده . والثالث : « وأتبَعْناهم ذُرِّياتهم » بإيمان الآباء ] فأدخلناهم الجنة ، وهذا مروي عن ابن عباس أيضاً . قوله تعالى : { وما ألتْناهم } قرأ نافع ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وعاصم ، وحمزة ، والكسائي : « وما ألَتْناهم » بالهمزة وفتح اللام . وقرأ ابن كثير : « وما ألِتْناهم » بكسر اللام . وروى ابن شنبوذ عن قنبل عنه « ومالِتْناهم » بإسقاط الهمزة مع كسر اللام . وقرأ أبو العالية ، وأبو نهيك ، ومعاذ القارىء بإسقاط الهمزة مع فتح اللام . وقرأ ابن السميفع « وما آلَتْناهم » بمد الهمزة وفتحها . وقرأ الضحاك ، وعاصم ، الجحدري : « وماوَلَتْناهم » بواو مفتوحة من غير همزة وبنصب اللام . وقرأ ابن مسعود ، وأبو المتوكل : « وما أَلَتُّهُمْ » مثل جَعلتُهم . وقد ذكرنا هذه الكلمة في [ الحجرات : 140 ] والمعنى : ما نَقَصْنا الآباء بما أعطَيْنا الذُّرِّيَّةَ . { كُلُّ امريءٍ بما كسب رهينٌ } أي : مُرْتَهَن بعمله لا يؤاخذ أحدٌ بذَنْب أحد . وقيل : هذا الكلام يختصُّ بصفة أهل النار ، وذلك الكلام قد تَمَّ . قوله تعالى : { وأَمْدَدْناهم } قال ابن عباس : هي الزيادة على الذي كان لهم . قوله تعالى : { يَتنازعون } قال أبو عبيدة : أي : يتعاطَون ويتداولون ، وأنشد الأخطل : @ نازَعْتُهُ طَيِّبَ الرَّاحِ الْشَّمُولِ وقَدْ صَاحَ الدَّجاجُ وحانَتْ وَقْعَةُ الْسّاري @@ قال الزَّجَّاج : يتناول هذا الكأسَ من يد هذا ، وهذا من يد هذا ، فأمّا الكأس فقد شرحناها في [ الصافات : 45 ] . قوله تعالى : { لا لَغْوٌ فيها ولا تأثيمٌ } قرأ ابن كثير ، وأبو عمرو : « لا لَغْوَ فيها ولا تأثيمَ » نصباً وقرأ الباقون : « لا لَغْوٌ فيها ولا تأثيمٌ » رفعاً منوَّناً . قال ابن قتيبة : أي : لا تَذهبُ بعقولهم فيَلْغُوا ويَرْفُثوا فيأثموا ، كما يكون ذلك في خمر الدنيا . وقال غيره : التأثيم : تفعيل من الإثم ، يقال آثمه : إذا جعله ذا إثم : والمعنى أن تلك الكأس لا تجعلهم آثمين . { ويطوف عليهم } للخدمة { غِلْمانٌ لهم كأنَّهم } في الحُسن والبياض { لؤلؤٌ مكنونٌ } أي : مصونٌ لمْ تَمَسَّه الأيدي . وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل : يا نبيَّ الله ، هذا الخادم ، فكيف المخدوم ؟ فقال : " إنَّ فَضْل المخدوم على الخادم كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب " . قوله تعالى : { وأقبل بعضُهم على بعض يتساءلون } قال ابن عباس : يتذاكرون ما كانوا فيه في الدنيا من الخوف والتعب ، وهو قوله : { قالوا إنّا كُنّا قَبْلُ في أهلنا } أي : في دار الدنيا { مشفقين } أي : خائفين من العذاب ، { فمنَّ اللهُ علينا } بالمغفرة { ووقانا عذابَ السَّموم } أي : عذاب النار . وقال الحسن : السَّموم من أسماء جهنم . وقال غيره : سَموم : جهنم . وهو ما يوجد من نَفْحها وَحرِّها ، { إنّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ ندعوه } أي : نوحِّده ونُخْلِص له { إنَّه هو البَرُّ } وقرأ نافع ، والكسائي : « أنَّه » بفتح الهمزة . وفي معنى « البَرِّ » ثلاثة أقوال : أحدها : الصادق فيما وعد ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : اللطيف ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث ، العطوف على عباده المحسن إليهم الذي عَمَّ بِبِرِّه جميع خَلْقه ، قاله أبو سليمان الخطابي .