Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 1-4)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { والنَّجْم إِذا هوى } هذا قسم . وفي المراد بالنجم خمسة أقوال . أحدها : أنه الثُّريّا ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وابن أبي نجيح عن مجاهد ، قال ابن قتيبة : والعرب تسمي الثريا - وهي ستة أنجُم - نجماً . وقال غيره : هي سبعة ، فستة ظاهرة ، وواحد خفي ، يمتحن به الناسُ أبصارَهم . والثاني : الرُّجوم من النُّجوم ، يعني ما يرمى به الشياطين ، رواه عكرمة عن ابن عباس . والثالث : أنه القرآن نزل نجوماً متفرِّقة ، قاله عطاء عن ابن عباس ، والأعمش عن مجاهد . وقال مجاهد : كان ينزل نجوماً ثلاث آيات وأربع آيات ونحو ذلك . والرابع : نجوم السماء كُلِّها ، وهو مروي عن مجاهد أيضاً . والخامس : أنها الزُّهَرةُ : قاله السدي . فعلى قول من قال : النجم : الثريا ، يكون « هوى » بمعنى « غاب » ؛ ومن قال : هو الرُّجوم ، يكون هُوِيُّها في رمي الشياطين ، ومن قال : القرآن ، يكون معنى « هوى » نزل ، ومن قال : نجوم السماء كلِّها ، ففيه قولان . أحدهما : أن هُوِيَّها أن تغيب . والثاني : أن تنتثر يوم القيامة . قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر هذه السورة كلَّها بفتح أواخر آياتها . وقرأ أبو عمرو ونافع بين الفتح والكسر . وقرأ حمزة والكسائي ذلك كلَّه بالإمالة . قوله تعالى : { ما ضَلَّ صاحبُكم } هذا جواب القَسَم ؛ والمعنى : ما ضَلَّ عن طريق الهُدى ، والمراد به : رسول الله صلى الله عليه وسلم . { وما يَنْطِقُ عن الهَوى } أي : ما يتكلَّم بالباطل . وقال أبو عبيدة : « عن » بمعنى الباء . وذلك أنهم قالوا : إنه يقول القرآن من تلقاء نفسه . { إنْ هُوَ } أي : ما القرآنُ { إلاّ وَحْيٌ } من الله { يُوحَى } وهذا ممّا يحتجُّ به من لا يُجيز للنبيّ أن يجتهد ، وليس كما ظنُّوا ، لأن اجتهاد الرأي إذا صدر عن الوحي ، جاز أن يُنْسَبَ إلى الوحي .