Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 42-55)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وأنَّ إلى ربِّك المُنتهى } أي : مُنتهى العباد ومَرجِعهُم . قال الزجاج : هذا كُلُّه في صحف إبراهيم وموسى . قوله تعالى : { وأنَّه هو أضْحك وأبْكى } قالت عائشة : " مَرَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقوم يضحكون ، فقال : لو تَعْلَمونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكتم قليلاً ، ولبَكَيتم كثيراً " ، فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية ، فرجع إليهم ، فقال : ما خطَوْتُ أربعينَ خطوة حتى أتاني جبريل ، فقال : إئت هؤلاء فقُل لهم : إن الله يقول : وأنَّه هو أضحك وأبْكى ، وفي هذا تنبيه على أن جميع الأعمال بقضاء الله وقدره حتى الضحك والبُكاء . وقال مجاهد : أضْحكَ أهلَ الجَنَّة ، وأبكى أهل النّار . وقال الضحاك : أضْحَك الأرض بالنبات . وأبكى السماءَ بالمطر . قوله تعالى : { وأنَّه هو أمات } في الدُّنيا { وأحْيا } للبعث . { وأنَّه خَلَق الزَّوجَين } أي : الصِّنفين { الذَّكر والأنثى } من جميع الحيوانات ، { مِنْ نُطْفة إذا تُمْنى } فيه قولان . أحدهما : إذا تُراق في الرَّحِم ، قاله ابن السائب . والثاني : إذا تُخْلق وتُقَدَّر ، { وأنَّ عليه النَّشْأةَ الأخْرى } وهي الخَلْق الثاني للبعث يوم القيامة . { وأنَّه هو أغْنى } فيه أربعة أقوال . أحدها : أغنى بالكفاية ، قاله ابن عباس . والثاني : بالمعيشة ، قاله الضحاك . والثالث : بالأموال ، قاله أبو صالح . والرابع : بالقناعة ، قاله سفيان . وفي قوله : { أقنى } ثلاثة أقوال : أحدها : أرْضى بما أعطى ، قاله ابن عباس . والثاني : أخْدم ، قاله الحسن ، وقتادة ، وعن مجاهد كالقولين . والثالث : جعل للإنسان قِنْيَةً ، وهو أصل مال ، قاله أبو عبيدة . قوله تعالى : { وأنَّه هو ربُّ الشِّعْرى } قال ابن قتيبة : هو الكوكب الذي يطْلُع بعد الجَوْزاء ، وكان ناس من العرب يعبُدونها . قوله تعالى : { وأنَّه أهلك عاداً الأولى } قرأ ابن كثير ، وعاصم ، وابن عامر ، وحمزة ، والكسائي : « عاداً الأولى » منوَّنة . وقرأ نافع ، وأبو عمرو : « عاداً لُولى » موصولة مدغمة . ثم فيهم قولان . أحدهما : أنهم قوم هود ، وكان لهم عقب فكانوا عاداً الأخرى ، هذا قول الجمهور . والثاني : أن قوم هود هم عادٌ الأخرى ، وهم من أولاد عادٍ الأولى ، قاله كعب الأحبار . وقال الزجاج : وفي « الأولى » لغات ، أجودها سكون اللام وإثبات الهمزة ، والتي تليها في الجودة ضم اللام وطرح الهمزة ، ومن العرب من يقول : لُولى ، يريد : الأُولى ، فتطرح الهمزة لتحرّك اللاّم . قوله تعالى : { وقومَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ } أي : مِن قَبْل عادٍ وثمودَ { إنَّهم كانوا هُمْ أظلمَ وأطغى } من غيرهم ، لطول دعوة نوح إيّاهم ، وعتوّهم . { والمُؤتفِكةُ } قُرى قوم لوط { أهوى } [ أي ] : أسقط ، وكان الذي تولَّى ذلك جبريل بعد أن رفعها ، وأتبعهم اللهُ بالحجارة ، فذلك قوله : { فغشّاها } أي : ألبسها { ما غشَّى } يعني الحجارة { فبأيِّ آلاءِ ربِّكَ تتمارى } هذا خطاب للإنسان ، لمّا عدَّد اللهُ ما فعله ممّا يَدلُّ على وحدانيَّته قال : فبأيِّ نِعم ربِّك التي تدُلُّ على وحدانيَّته تتشكَّك ؟ وقال ابن عباس : فبأي آلاءِ ربِّك تكذِّب يا وليد ، يعني [ الوليد ] بن المغيرة .