Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 33-40)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إنا أرسَلْنا عليهم حاصِباً } قال المفسرون : هي الحجارة التي قُذِفوا بها { إلاّ آلَ لوطٍ } يعني لوط وابنتيه { نجَّيْناهم } من ذلك العذاب { بسَحَرٍ } قال الفراء : « سَحَرٍ » هاهنا يجري لأنه نكرة ، كقوله : نجَّيناهم بِلَيْلٍ ، فإذا ألقت العرب منه الباء لم يَجر ، لأن لفظهم به بالألف واللام ، يقولون : ما زال عندنا منذُ السَّحَرِ ، لا يكادون يقولون غيره ، فإذا حذفت منه الألف واللام لم يُصْرَف . وقال الزجاج : إِذا كان السَّحر نكرة يراد به سَحَرٌ من الأسحار ، انصرف ، فإذا أردتَ سَحَرَ يومِك ، لم ينصرف . قوله تعالى : { كذلك نجزي من شكرَ } قال مقاتل : من وحدَّ الله تعالى لم يُعَذَّب مع المشركين . قوله تعالى : { ولقد راودوه عن ضَيفه } أي : طلبوا أن يسلِّم إليهم أضيافه ، وهم الملائكة { فطَمَسْنا أعيُنهَم } وهو أن جبريل ضرب أعيُنَهم بجَناحه فأذهبها . وقد ذكرنا القصة في سورة [ هود : 81 ] . وتم الكلام هاهنا ، ثم قال : { فذوقوا } أي : فقُلنا لقوط لوط لما جاءهم العذاب : ذوقوا { عذابي ونُذُرِ } أي : ما أنذركم به لوط ، { ولقد صبَّحهم بُكْرَةً } أي : أتاهم صباحاً { عذابٌ مستقِرٌ } أي : نازل بهم . قال مقاتل : استقرَّ بهم العذابُ بُكْرةً . قال الفرّاء : والعرب تُجري « غُدوة » و « بُكرة » ولا تُجريهما ، وأكثر الكلام في « غُدوة » ترك الإجراء ، وأكثر في « بكرة » أن تُجرى ، فمن لم يُجرها جعلها معرفة ، لأنها اسم يكون أبداً في وقتٍ واحد بمنزلة « أمسِ » و « غدٍ » وأكثر ما تُجري العربُ « غُدوةً » إذا قُرنت بعشيَّةٍ ، يقولون : إني لآتيهم غُدوةً وعشيَّةً ، [ وبعضهم يقول : « غُدوة » ، فلا يُجريها ، و « عشيةً » ] فيُجريها ، ومنهم من لا يُجري « عشيَّة » لكثرة ما صحبت « غُدوةً » . وقال الزجاج : الغُدوة والبُكرة إذا كانتا نكِرتين نُوِّنتا وصُرِفتا ، فإذا أردتَ بهما بُكرة يومك وغداة يومك ، لم تصرفهما ، والبُكرة هاهنا نكِرة ، فالصرف أجود ، لأنه لم يثبُت رواية في أنه كان في يوم كذا في شهر كذا .