Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 37-45)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { فإذا انْشَقَّت السَّماءُ } أي : انفرجتْ من المجرَّة لنُزول مَنْ فيها يومَ القيامة { فكانت وردةً } وفيها قولان . أحدهما : كلَوْن الفرس الوردة ، قاله أبو صالح ، والضحاك . وقال الفراء : الفرس الوردة ، تكون في الربيع وردة إِلى الصُّفرة ، فإذا اشتد الحر كانت وردة حمراء ، فإذا كان بعد ذلك كانت وردة إلى الغبرة ، فشبّه تلوّن السماء بتلوّن الوردة من الخيل ؛ وكذلك قال الزجاج : « فكانت وردة » أي : كلون فرس وردة ؛ والكُميت : الورد يتلوَّن ، فيكون لونه في الشتاء خلاف لونه في الصيف ، ولونه في الصيف خلاف لونه في الشتاء ، فالسماء تتلوَّن من الفزع الأكبر . وقال ابن قتيبة : المعنى : فكانت حمراء في لون الفرس الورد . والثاني : أنها وردة النبات ؛ وقد تختلف ألوانها ، إلا أن الأغلب عليها الحمرة ، ذكره الماوردي . وفي الدِّهان قولان . أحدهما : أنه واحد ، وهو الأديم الأحمر ، قاله ابن عباس . والثاني : أنه جمع دُهن ، والدُّهن تختلف ألوانه بخُضرة وحُمرة وصُفرة ، حكاه اليزيدي ، وإلى نحوه ذهب مجاهد . وقال الفراء : شبّه تلوُّن السماء بتلوُّن الوردة من الخيل ، وشبّه الوردة في اختلاف ألوانها بالدُّهن . قوله تعالى : { فيومَئذ لا يُسألُ عن ذَنْبه إنسٌ ولا جانٌّ } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : لا يسألون ليُعلم حالهم ، لأن الله تعالى أعلم منهم بذلك . والثاني : لا يسأل بعضهم بعضاً عن حاله لاشتغال كل واحد منهم بنفسه ، روي القولان عن ابن عباس . والثالث : لا يُسألون عن ذنوبهم لأنهم يُعرفون بسيماهم ، فالكافر أسود الوجه ، والمؤمن أغر محجَّل من أثر وضوئه ، قاله الفراء . قال الزجاج : لا يُسأل أحد عن ذنْبه ليُستفهم ، ولكنه يُسأل سؤال توبيخ . قوله تعالى : { يُعْرَفُ المُجْرِمونَ بسِيماهم } قال الحسن : بسواد الوجوه ، وزَرَق الأعيُن { فيؤخذ بالنَّواصي والأقدامِ } فيه قولان . أحدهما : أن خزنة جهنم تجمع بين نواصيهم إلى أقدامهم من وراء ظُهورهم ، ثم يدفعونهم على وجوههم في النار ، قاله مقاتل . والثاني : يؤخذ بالنَّواصي والأقدام ، فيُسحبون إلى النار ، ذكره الثعلبي . وروى مردويه الصائغ ، قال : صلّى بنا الإمام صلاة الصبح فقرأ سورة « الرحمن » ومعنا علي بن الفضيل بن عياض ، فلمّا قرأ « يُعْرَفُ المُجْرِمون بسِيماهم » خَرَّ عليٌّ مغشيّاً عليه حتى فرغنا من الصلاة ، فلمْا كان بعد ذلك قلنا له : أما سمعتَ الإمام يقرأ « حُورٌ مقصوراتٌ في الخيام » ؟ قال : شغلني عنها « يُعْرَفُ المُجْرِمون بسِيماهم فيؤخذ بالنَّواصي والأقدام » . قوله تعالى : { هذه جهنَّمُ } أي : يقال لهم . هذه جهنَّمُ { التي يكذّب بها المُجْرِمونَ } يعني المشركين ، { يَطُوفون بينها } وقرأ أبو العالية ، وأبو عمران الجوني : « يُطَوِّفون » بياءٍ مضمومة مع تشديد الواو ؛ وقرأ الأعمش مثله إلا أنه بالتاء . قوله تعالى : { وبين حميمٍ آنٍ } قال ابن قتيبة : الحميم : الماء الحارّ ، والآني : الذي قد انتهت شِدَّة حَرِّه . قال المفسرون : المعنى أنهم يسعَون بين عذاب الجحيم وبين الحميم ، إذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم الشديد الحرارة .