Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 55, Ayat: 31-36)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { سنَفْرُغُ لكم } قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو ، وابن عامر : « سنَفْرُغُ » بنون مفتوحة . وقرأ ابن مسعود ، وعكرمة ، والأعمش ، وحمزة ، والكسائي ، وعبد الوارث : [ « سيَفْرُغُ » ] بياءٍ مفتوحة . وقرأ ابن السميفع ، وابن يعمر ، وابن أبي عبلة ، وعاصم الجحدري ، عن عبد الوارث : « سيُفْرَغُ » بضم الياء وفتح الراء . قال الفراء : هذا وعيد من الله تعالى ، لأنه لا يشغَله شيء عن شيء ، تقول للرجل الذي لا شغل له : قد فرغتَ لي ، قد فرغت تشتمني ؟ ! أي : قد أخذتَ في هذا وأقبلتَ عليه ؟ ! قال الزجاج : الفراغ في اللغة على ضربين . أحدهما : الفراغ من شغل . والآخر : القصد للشيء ، تقول : قد فرغتُ مما كنتُ فيه ، أي : قد زال شغلي به ، وتقول : سأتفرَّغ لفلان ، أي : سأجعله قصدي ، ومعنى الآية : سنَقْصُد لحسابكم . فأمّا « الثَّقَلان » فهما الجن والإنس ، سُمِّيا بذلك لأنهما ثقل الأرض . قوله تعالى : { أن تَنْفُذوا } أي : تخرُجوا ؛ يقال : نفذ الشيء من الشيء : إذا خَلَص منه ، كالسهم ينفُذ من الرَّمِيَّة ، والأقطار : النواحي والجوانب . وفي معنى الكلام ثلاثة أقوال . أحدها : إِن استطعتم أن تعلَموا ما في السموات والأرض فاعلَموا ، قاله ابن عباس . والثاني : إن استطعتم أن تهرُبوا من الموت بالخروج من أقطار السموات والأرض فاهرُبوا واخرُجوا منها ؛ والمراد : أنكم حيثما كنتم أدرككم الموت ، هذا قول الضحاك ومقاتل في آخرين . والثالث : إن استطعتم أن تَجُوزوا أطراف السموات والأرض فتُعجِزوا ربَّكم حتى لا يقدر عليكم فجوزوا ؛ وإنما يقال لهم هذا يوم القيامة ، ذكره ابن جرير . قوله تعالى : { لا تنفُذونَ إِلاّ بسُلطانٍ } فيه ثلاثة أقوال : أحدها : لا تنفذون إِلا في سلطان الله ومُلكه ، لأنه مالك كل شيء ، قاله ابن عباس . والثاني : لا تنفذون إِلاّ بحُجَّة ، قاله مجاهد . والثالث : لا تنفُذون إِلا بمُلك ، وليس لكم مُلك ، قاله قتادة . قوله تعالى : { يُرْسَلُ عليكما } فثنَّى على اللفظ . وقد جمع في قوله : { إِن استطعتم } على المعنى . فأمّا « الشُّواظ » ففيه ثلاثة أقوال . أحدها : أنه لهب النار ، قاله ابن عباس . وقال مجاهد : هو اللهب الأخضر المنقطع من النار . والثاني : الدُّخان ، قاله سعيد بن جبير . والثالث : النار المحضة ، قاله الفراء . وقال أبو عبيدة : هي النار التي تأجَّج لا دخان فيها ، ويقال : شُواظ وشِواظ . وقرأ ابن كثير بكسر الشين ؛ وقرأ أيضاً هو وأهل البصرة : « ونُحاسٍ » بالخفض ، والباقون برفعهما . وفي « النُّحاس » قولان . أحدهما : أنه دخان النار ، رواه أبو صالح عن ابن عباس ، وبه قال سعيد بن جبير ، والفراء وأبو عبيدة ، وابن قتيبة ، والزجاج ، ومنه قول الجعديّ يذكر امرأة : @ تُضيءُ كضَوْءٍ سِراج السَّلِيـ طِ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ فيه نُحاسا @@ وذكر الفراء في السَّليط ثلاثة أقوال . أحدها : أنه دُهن السَّنام ، وليس له دخان إِذا استُصبح به . والثاني : أنه دُهن السِّمسِم . والثالث : الزيت . والثاني : أنه الصُّفْر المُذاب يُصَبُّ على رؤوسهم ، رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وقتادة . قال مقاتل : والمراد بالآية : كفار الجن والإنس ، يرسل عليهما في الآخرة لهب النار والصُّفْر الذائب ، وهي خمسة أنهار تجري من تحت العرش على رؤوس أهل النار ، ثلاثة أنهار على مقدار الليل ، ونهران على مقدار نهار الدنيا ، { فلا تَنْتَصِرانِ } أي : فلا تمتنعان من ذلك .