Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 56, Ayat: 63-74)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أفرأيتم ما تحرُثونَ } أي : ما تعملون في الأرض من إثارتها ، وإلقاء البذور فيها ، { أأنتم تزرعونه } أي : تُنبِتونه ؟ ! وقد نبَّه هذا الكلام على أشياء منها إحياء الموتى ، ومنها الامتنان بإخراج القُوت ، ومنها القدرة العظيمة الدالة على التوحيد . قوله تعالى : { لجَعَلْناه } يعني الزرع { حُطاماً } قال عطاء : تبناً لا قمح فيه . وقال الزجاج : أبطلْناه حتى يكون محتطماً لا حنطة فيه ، ولا شيء . قوله تعالى : { فظَلْتُم } وقرأ الشعبي ، وابو العالية ، وابن أبي عبلة : « فظِلْتُم » بكسر الظاء ؛ وقد بيناه في قوله : { ظَلْتَ عليه عاكفاً } [ طه : 97 ] . قوله تعالى : { تَفَكَّهونَ } وقرأ أُبيُّ بن كعب ، وابن السميفع ، والقاسم بن محمد ، وعروة : « تَفَكَّنونَ » بالنون . وفي المعنى أربعة أقوال . أحدها : تَعَحَّبون ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وعطاء ، ومقاتل . قال الفراء : تتعجَّبون ممّا نَزَل بكم في زرعكم . والثاني : تَنَدَّمون ، قاله الحسن ، والزجاج . وعن قتادة كالقولين . قال ابن قتيبة : يقال : « تفكَّهون » تَنَدَّمون ، ومثلها : تَفَكَّنونَ ، وهي لغة لعُكْلٍ . والثالث : تتلاومون ، قاله عكرمة . والرابع : تتفجَّعون ، قاله ابن زيد . قوله تعالى : { إنّا لَمُغْرَمونَ } قال الزجاج : أي : تقولون : قد غَرِمْنا وذهب زرعنا . وقال ابن قتيبة : « لَمُغْرَمونَ » أي : لَمُعَذَّبون . قوله تعالى : { بل نحن محرومون } أي : حُرِمْنا ما كنّا نطلبه من الرّيع في الزرع . وقد نبَّه بهذا على أمرين . أحدهما : إنعامه عليهم إذ لم يجعل زرعهم حُطاماً . والثاني : قدرته على إهلاكهم كما قدر على إهلاك الزرع . فأمّا المُزْن ، فهي السَّحاب ، واحدتها : مُزْنة . وما بعد هذا ظاهر إلى قوله : { تُورُونَ } قال أبو عبيدة : تستخرجون ، من أَوْرَيت ، وأكثر ما يقال : وَرَيت . وقال ابن قتيبة : التي تَستخرجون من الزُّنود . قال الزجاج : « تورون » أي : تقدحون ، تقول : أَوريتُ النّار : إذا قدحتَها . قوله تعالى : { أأنتم أنشأتم شَجَرَتَها } في المراد بشجَرَتها ثلاثة أقوال . أحدها : أنها الحديد ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : أنها الشجرة التي تُتَّخذ منها الزُّنود ، وهو خشب يُحَكُّ بعضُه ببعض فتخرج منه النار ، هذا قول ابن قتيبة ، والزجاج . والثالث : أن شجرتها : أصلُها ، ذكره الماوردي . قوله تعالى : { نحن جَعَلْناها تَذْكِرَةً } قال المفسرون : إذا رآها الرائي ذكر نار جهنم ، وما يخاف من عذابها ، فاستجار بالله منها { ومتاعاً } أي : منفعة { للمقوين } وفيهم أربعة أقوال . أحدها : أنهم المسافرون ، قاله ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك . قال ابن قتيبة : سموا بذلك لنزلهم القَوَى ، وهو القفر . وقال بعض العلماء : المسافرون أكثر حاجة إِليها من المقيمين ، لأنهم إِذا أوقدوها هربت منهم السباع واهتدى به الضال . والثاني : أنهم المسافرون والحاضرون ، قاله مجاهد . والثالث : أنهم الجائعون ، قال ابن زيد : المقوي : الجائع في كلام العرب . والرابع : أنهم الذين لا زاد معهم ولا مردَّ لهم ، قاله أبو عبيدة . قوله تعالى : { فسبح باسم ربك العظيم } قال الزجاج : لما ذكر ما يدل على توحيده ، وقدرته ، وإنعامه ، قال : « فسبح » أي : برِّء الله ونزّهه عما يقولون في وصفه . وقال الضحاك : معناه : فصل باسم ربك ، أي : استفتح الصلاة بالتكبير . وقال ابن جرير : سبح بذكر ربك وتسميته . وقيل : الباء زائدة . والاسم يكون بمعنى الذات ، والمعنى : فسبح ربك .