Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 56, Ayat: 83-96)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { فلولا } أي : فهلاَّ { إذا بلغت الحلقوم } يعني : النَّفْس ، فترك ذِكرها لدلالة الكلام ، وأنشدوا من ذلك : @ إِذا حَشْرَجَتْ يَوْمَاً وضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ @@ قوله تعالى : { وأنتم } يعني أهل الميت { تنظرون } إلى سلطان الله وأمره . والثاني : تنظرون إلى الإنسان في تلك الحالة ، ولا تملكون له شيئاً { ونحن أقرب إليه منكم } فيه قولان . أحدهما : ملك الموت أدنى إليه من أهله { ولكن لا تبصرون } الملائكة ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : ونحن أقرب إليه منكم بالعلم والقدرة والرؤية { ولكن لا تبصرون } أي : لا تعلمون ، والخطاب للكفار ، ذكره الواحدي . قوله تعالى : { غير مدينين } فيه خمسة أقوال . أحدها : محاسبين ، رواه الضحاك عن ابن عباس ، وبه قال الحسن ، وابن جبير ، وعطاء ، وعكرمة . والثاني : موقنين ، قاله مجاهد . والثالث : مبعوثين ، قاله قتادة . والرابع : مجزيين . ومنه يقال : دنِته ، وكما تدين تدان ، قاله أبو عبيدة . والخامس : مملوكين أذَّلاء من قولك : دِنت له بالطاعة ، قاله ابن قتيبة . قوله تعالى : { ترجعونها } أي : تردُّون النَّفْس . والمعنى : إن جحدتم الإله الذي يحاسبكم ويجازيكم ، فهلاَّ تردُّون هذه النَّفْس ؟ ! فإذا لم يمكنكم ذلك ، فاعلموا أن الأمر لغيركم . قال الفراء : وقوله تعالى : { ترجعونها } هو جواب لقوله تعالى : { فلولا إِذا بلغت الحلقوم } ولقوله تعالى : { فلولا إن كنتم غير مدينين } فإنهما أجيبتا بجواب واحد . ومثله قوله تعالى : { فإما يأتينّكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم } [ البقرة : 38 ] ثم ذكر طبقات الخلق عند الموت فقال تعالى : { فأما إِن كان } يعني : الذي بلغت نَفْسه الحلقوم { من المقربين } عند الله . قال أبو العالية : هم السابقون { فَرَوْحٌ } أي : فَلَهُ رَوْحٌ . والجمهور يفتحون الراء . وفي معناها ستة أقوال . أحدها : الفرح ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني : الراحة ، رواه أبو طلحة عن ابن عباس . والثالث : المغفرة والرحمة ، رواه العوفي عن ابن عباس . والرابع : الجنة ، قاله مجاهد . والخامس : رَوْحٌ من الغَمّ الذي كانوا فيه ، قاله محمد بن كعب . والسادس : رَوْح في القبر ، أي : طيب نسيم ، قاله ابن قتيبة . وقرأ أبو بكر الصديق ، وأبو رزين ، والحسن ، وعكرمة ، وابن يعمر ، وقتادة ، ورويس عن يعقوب ، وابن أبي سُريج عن الكسائي : « فَرُوْحٌ » برفع الراء . وفي معنى هذه القراءة قولان . أحدهما : أن معناها : فرحمة ، قاله قتادة . والثاني : فحياة وبقاءٌ ، قاله ابن قتيبة . وقال الزجاج : معناه : فحياة دائمة لا موت معها . وفي « الريحان » أربعة أقوال . أحدها : أنه الرزق ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني : أنه المستراح ، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث : أنه الجنة ، قاله مجاهد ، وقتادة . والرابع : أنه الريحان المشموم . وقال أبو العالية : لا يخرج أحد من المقربين من الدنيا حتى يؤتى بغصن من ريحان الجنة ، فيشمه ، ثم تقبض فيه روحه ، وإلى نحو هذا ذهب الحسن . وقال أبو عمران الجوني : بلغنا أن المؤمن إذا قبض روحه تلقى بضبائر الريحان من الجنة ، فتجعل روحه فيه . قوله تعالى : { فسلام لك من أصحاب اليمين } فيه ثلاثة أقوال . أحدها : فسلامة لك من العذاب ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني : تسلِّم عليه الملائكة ، وتخبره أنه من أصحاب اليمين ، قاله عطاء . والثالث : أن المعنى : أنك ترى فيهم ما تحب من السلامة . وقد علمت ما أُعدَّ لهم من الجزاء ، قاله الزجاج . قوله تعالى : { وأما إن كان من المكذّبين } أي : بالبعث { الضّالّينَ } عن الهدى { فنُزل } وقد بيَّناه في هذه السورة [ الواقعة : 56 ] . قوله تعالى : { إن هذا } يعني : ما ذكر في هذه السورة { لهو حق اليقين } أي : هو اليقين حقاً ، فأضافه إلى نفسه ، كقولك : صلاة الأولى ، وصلاة العصر ، ومثله : { ولَدَار الآخرة } [ يوسف : 109 ] وقد سبق هذا المعنى وقال قوم : معناه : وإنه للمتقين حقاً . وقيل للحق : اليقين . قوله تعالى : { فسبح باسم ربك } قد ذكرناه في هذه السورة [ الواقعة : 74 ] .