Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 1-6)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { سَبَّحَ لله ما في السموات والأرض } أمّا تسبيح ما يعقل ، فمعلوم ، وتسبيح ما لا يعقل ، قد ذكرنا معناه في قوله تعالى : { وَإنْ مِنْ شيء إلا يُسَبِّحُ بحمده } [ الإسراء : 44 ] . قوله تعالى : { هو الأول } قال أبو سليمان الخطابي : هو السابق للأشياء { والآخِر } الباقي بعد فناء الخلق { والظاهر } بحججه الباهرة ، وبراهينه النَّيِّرة ، وشواهده الدَّالة على صِحَّة وحدانيته . ويكون : الظاهر فوق كل شيء بقدرته . وقد يكون الظهور بمعنى العلوِّ ، ويكون بمعنى الغلبة . والباطن : هو المحتجب عن أبصار الخلق الذي لا يستولي عليه توهُّم الكيفية . وقد يكون معنى الظهور والبطون : احتجابه عن أبصار الناظرين ، وتجلِّيه لبصائر المتفكِّرين . ويكون معناه : العالم بما ظهر من الأمور ، والمطَّلع على ما بطن من الغيوب { هو الذي خلق السموات والأرض } مفسر في [ الأعراف : 54 ] إلى قوله تعالى : { يعلم ما يلج في الأرض } وهو مفسر في [ سبأ : 2 ] إلى قوله تعالى : { وهو معكم أينما كنتم } أي : بعلمه وقدرته . وما بعده ظاهر إلى قوله تعالى : { آمنوا بالله ورسوله } قال المفسرون : هذا الخطاب لكفار قريش { وأنفِقوا مما جعلكم مستخلفين فيه } يعني : المال الذي كان بأيدي غيرهم ، فأهلكهم الله ، وأعطى قريشاً ذلك المال ، فكانوا فيه خلفاء من مضى .