Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 7-11)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وما لكم لا تؤمنون بالله } هذا استفهام إِنكار ، والمعنى : أيُّ شيء لكم من الثواب في الآخرة إذا لم تؤمنوا بالله { وقد أخذ ميثاقكم ؟ } قرأ أبو عمرو « أُخذ » بالرفع . وقرأ الباقون « أخذ » بفتح الخاء { ميثاقَكم } بالفتح . والمراد به : حين أُخرجتم من ظهر آدم { إن كنتم مؤمنين } بالحجج والدلائل . قوله تعالى : { هو الذي ينزِّل على عبده } يعني : محمداً صلى الله عليه وسلم { آياتٍ بيناتٍ } يعني : القرآن { ليخرجكم من الظلمات } يعني الشرك { إلى } نور الإيمان { وإن الله بكم لرؤوف رحيم } حين بعث الرسول ونصب الأدلة . ثم حثهم على الإنفاق فقال : { وما لكم ألاَّ تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السموات والأرض } أي : أي شيءٍ لكم في ترك الإنفاق مما يقرب إلى الله عز وجل وأنتم ميتون تاركون أموالكم ؟ ! ثم بين فضل من سبق بالإنفاق فقال : { لا يستوي منكم من أنفق من قبلِ الفتح } وفيه قولان . أحدهما : أنه فتح مكة ، قاله ابن عباس ، والجمهور . والثاني : أنه فتح الحديبية ، قاله الشعبي . والمعنى : لا يستوي من أنفق قبل ذلك { وقاتل } ومن فعل ذلك بعد الفتح . قال المفسرون : نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق . { أولئك أعظم درجةً } قال ابن عباس : أعظم منزلةً عند الله . قال عطاء : درجات الجنة تتفاضل ، فالذين أنفقوا من قبل الفتح في أفضلها . قال الزجاج : لأن المتقدمين كانت بصائرهم أنفذ ، ونالهم من المشقة أكثر { وكلاً وعد الله الحسنى } أي : وكلا الفريقين وعده الله الجنة . وقرأ ابن عامر « وكُلٌّ » بالرفع . قوله تعالى : { من ذا الذي يُقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفَه له } قرأ ابن كثير ، وابن عامر « فيضعِّفَه » مشددة بغير ألف ، إِلا أن ابن كثير يضم الفاء ، وابن عامر يفتحها . وقرأ نافع ، وأبو عمرو ، وحمزة ، والكسائي « فيضاعفُه » بالألف وضم الفاء ، وافقهم عاصم ، إلا أنه فتح الفاء . قال أبو علي : يضاعِف ويضعِّف بمعنى واحد ، إلا أن الرفع في « يضاعف » هو الوجه ، لأنه محمول على « يُقرض » . أو على الانقطاع من الأول ، كأنه [ قال : ] فهو يضاعف . ويحمل قول الذي نصب على المعنى ، لأنه إذا قال : من ذا الذي يُقرض اللهَ ، معناه : أيقرض اللهَ أحدٌ قرضاً فيضاعفه . والآية مفسرة في [ البقرة : 245 ] والأجر الكريم : الجنة .