Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 57, Ayat: 22-24)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { ما أصاب من مصيبة في الأرض } يعني : قحط المطر ، وقلة النبات ، ونقص الثمار { ولا في أنفسكم } من الأمراض ، وفقد الأولاد { إلا في كتاب } وهو اللوح المحفوظ { من قبل أن نبرأها } أن نخلقها ، يعني : الأنفس { إن ذلك على الله يسير } أي : إثبات ذلك على كثرته هيِّن على الله عز وجل { لكيلا تأسَوا } أي : تحزنوا { على ما فاتكم } من الدنيا { ولا تفرحوا بما آتاكم } وقرأ أبو عمرو الا اختيار اليزيدي بالقصر على معنى : جاءكم من الدنيا . وقرأ الباقون بالمدّ على معنى : أعطاكم الله منها . وأعلم أنه من علم أن ما قضي لا بدَّ أن يصيبه قلَّ حُزنه وفرحه . وقد روى قتيبة بن سعيد قال : دخلت بعض أحياء العرب ، فإذا بفضاء من الأرض فيه من الإبل ما لا يحصى عدده كلُّها قد مات ، فسألت عجوزاً : لمن كانت هذه الإبل ؟ فأشارت إلى شيخ على تلٍّ يغزل الصوف فقلت له : يا شيخ ألك كانت هذه الإبل ؟ قال : كانت باسمي ، قلت : فما أصابها ؟ قال : ارتجعها الذي أعطاها ، قلت : فهل قلت في ذلك شيئاً ؟ قال نعم ، قلت : @ لا والَّذي أَنَا عَبْدٌ في عِبَادَتِهِ والمَرْءُ في الدَّهْر نصْبَ الرُّزْءِ والحَزَنَ ما سَرَّني أَنَّ إبْلي في مَبَارِكِها وما جرى في قَضَا رَبِّ الوَرَى يَكُنِ @@ وما بعد هذا قد ذكرناه في سورة [ النساء : 37 ] والذي قيل في البخل هناك هو الذي قيل هاهنا إلى قوله : { ومن يتول } أي : عن الإيمان { فإن الله هو الغني } عن عباده { الحميد } إلى أوليائه . وقد سبق معنى الاسمين في [ البقرة : 267 ] وقرأ نافع وابن عامر : « فإن الله الغني الحميد » ليس فيها « هو » وكذلك هو في مصاحف أهل المدينة ، والشام .