Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 57, Ayat: 28-29)

Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله } عامة المفسرين على أن هذا الخطاب لليهود والنصارى . والمعنى : يا أيها الذين آمنوا بموسى وعيسى اتقوا الله ، وآمنوا برسوله محمد صلى الله عليه وسلم { يؤتكم كفلين } أي : نصيبين ، وحظَّين { من رحمته } قال الزجاج : الكفل : كساء يمنع الراكب أن يسقط ، فالمعنى : يؤتكم نصيبين يحفظانكم من هلكة المعاصي . وقد بينا « معنى » « الكفل » في سورة [ النساء : 85 ] وفي المراد بالكفلين هاهنا قولان . أحدهما : لإيمانهم بمن تقدَّم من الأنبياء ، والآخر : لإيمانهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ، قاله ابن عباس . والثاني : أن أحدهما : أجر الدنيا ، والثاني : أجر الآخرة ، قاله ابن زيد . قوله تعالى : { ويجعل لكم نوراً } فيه أربعة أقوال : أحدها : القرآن ، رواه سعيد بن جبير عن ابن عباس . والثاني : نوراً تمشون به على الصراط ، رواه أبو صالح عن ابن عباس . والثالث : الهدى ، قاله مجاهد . والرابع : الإيمان ، قاله ابن السائب . قوله تعالى : { لئلا يعلم } « لا » زائدة . قاله الفراء : والعرب تجعل « لا » صلة في كل كلام دخل في آخره أو أوله جحد ، فهذا مما جُعل في آخره جحد . والمعنى : ليعلم { أهل الكتاب } الذين لم يؤمنوا بمحمد { ألاَّ يقدرون } أي : أنهم لا يقدرون { على شيءٍ من فضل الله } والمعنى : أنه جعل الأجرين لمن آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ليعلم من لم يؤمن به أنه لا أجر لهم ولا نصيب في فضل الله { وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء } فآتاه المؤمنين . هذا تلخيص قول الجمهور في هاتين الآيتين . وقد ذهب قوم إلى أنه لما نزل في مُسلمة أهل الكتاب { الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون } إلى قوله تعالى : { أولئك يؤتَون أجرهم مرتين } [ القصص : 54 ، 52 ] افتخروا على المسلمين بزيادة الأجر ، فشق ذلك على المسلمين ، فنزلت هاتان الآيتان ، وهذا المعنى في رواية أبي صالح عن ابن عباس ، وبه قال مقاتل . فعلى هذا يكون الخطاب للمسلمين ، ويكون المعنى : يؤتكم أجرين ليعلم مؤمنو أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على شيء من فضل الله الذي خصَّكم ، فإنه فضَّلكم على جميع الخلائق . وقال قتادة : لما نزل قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله … } الآية ، حسد أهل الكتاب المسلمين عليها ، فأنزل الله تعالى : { لئلا يعلم أهل الكتاب … } الآية .