Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 58, Ayat: 12-13)
Tafsir: Zād al-masīr fī ʿilm at-tafsīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { إذا ناجيتم الرسول } في سبب نزولها قولان . أحدهما : أن الناس سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شقُّوا عليه ، فأراد الله أن يخفف عن نبيه ، فأنزل هذه الآية ، قاله ابن عباس . والثاني : أنها نزلت في الأغنياء ، وذلك أنهم كانوا يكثرون مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويغلبون الفقراء على المجالس ، حتى كره رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك ، فنزلت هذه الآية ، فأما أهل العسرة فلم يجدوا شيئاً ، وأما أهل الميسرة فبخلوا ، واشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزلت الرخصة ، قاله مقاتل بن حيَّان ، وإلى نحوه ذهب مقاتل بن سليمان ، إلا أنه قال : فقدر الفقراء حينئذ على مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يقدِّمْ أحدٌ من أهل الميسرة صدقة غيرَ علي بن أبي طالب . وروى مجاهد عن علي رضي الله عنه قال : آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ، ولن يعمل بها أحد بعدي ، آية النجوى . كان لي دينار ، فبعته بعشرة دراهم ، فكلما أردت أن أناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم قدَّمت درهماً ، فنسختها الآية الأخرى { أأشفقتم أن تقدِّموا … } الآية . قوله تعالى : { ذلك خير لكم وأطهر } أي : تقديم الصدقة على المناجاة خير لكم ، لما فيه من طاعة الله ، وأطهر لذنوبكم { فإن لم تجدوا } يعني : الفقراء { فإن الله غفور رحيم } إذ عفا عمن لا يجد . قوله تعالى : { أأشفقتم } أي : خِفتم بالصدقة الفاقةَ { وتاب الله عليكم } أي : فتجاوز عنكم ، وخَفَّف بنسخ إيجاب الصدقة . قال مقاتل بن حيان : إنما كان ذلك عشر ليال . قال قتادة : ما كان إلا ساعة من نهار .